لقيت امرأة تبلغ من العمر 54 سنة زوال أول أمس الاثنين 26 أكتوبر الجاري، مصرعها خنقا بداخل رياضها التقليدي الكائن بزقاق "السقلية الدوح" بالبطحاء بالمدينة العتيقة لفاس، حيث أفاد شهود عيان بأن الجاني (شاب يافع في عقده الثالث) طرق صباح يوم الجريمة باب الضحية"الحاجة خديجة"، التي تقطن لوحدها بسبب غياب زوجها الذي سافر منذ أيام إلى فرنسا لدى احد أبنائه بقصد إجراء عملية جراحية لعينيه، ولما فتحت له الباب أوهمها بأنه يعمل لفائدة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس،وانه تم إرساله من طرف مشغله لمراقبة عملية تثبيت تزويد الرياض السكني بالجهد الكهربائي من فئة 220 بدلا عن 110 و هي العملية التي كان قد اشرف على إنجازها في السابق تقنيان من "لاردييف" حضرا إلى منزل الضحية.اطمأنت "الحاجة خديجة" لكلام الجاني و قبل أن تأذن له بالدخول، طلبت من أحد جيرانها المكلف بتسيير رياض سياحي بالقرب منها أن يحضر إلى بيتها لمرافقة الكهربائي التقني لإنجاز مهمته التي حضر من أجلها، غير أن الجار طلب من "الحاجة" إمهاله لبعض الوقت حتى يعود من وكالة اتصالات المغرب بغرض تسديد فاتورات مخادع الهاتف التي أوكلتها إياه لتسديدها.اندفع الجاني إلى داخل الرياض، وبعد أن تأكد بأن لا أحد أحس بالخارج بأي شيء،عمد إلى إحكام إغلاق الباب لكي ينفرد بالضحية التي حاصرها بغرفة بالطابق السفلي للرياض وقام بخنقها بواسطة ثوب إلى أن أجهز عليها، ليتفرغ إلى مهمته الأساسية التي حضر من أجلها، وهو يعبث بكل محتويات البيت التي انقلبت رأسا على عقب قبل أن يضع يديه على الأغراض النفيسة من أموال وذهب وغادر الرياض من الباب الذي دخل منه دون أن يشعر به أحد. عاد الجار من مهمته وطرق الباب مرات عديدة ثم راح إلى حال سبيله.وفي الثانية بعد الزوال التقى بزوج ابنة الضحية التي تقطن بالديار الفرنسية والذي حضر لجلب أغراض من الرياض كانت الضحية ترغب في إرسالها إلى ابنتها،لكن لا أحد يجيب من الداخل ، فغادر هو الآخر صوب مطار فاس نظرا لاقتراب موعد مغادرته للمغرب، وحينها شعر جار الضحية بأن في الأمر شيئا ما، فقام بإشعار أخ الضحية على الفور والذي سارع رفقة احد أهل الحي إلى اعتلاء سطح الرياض من الدور المجاورة بقصد الولوج إلى الداخل عبر باب البهو غير المغطى. فوجد أخته جثة هامدة ملقاة على الأرض بالغرفة التي أجهز بها الجاني عليها وآثار دم أسود اللون تملأ مقدمة شفتيها. سارع أخ الضحية ورفاقه إلى إخطار رجال الأمن، حيث هرعت الشرطة العلمية إلى مسرح الجريمة لأخذ البصمات ومعاينة كل ما من شأنه أن يساعد البحث في تحديد هوية الجاني، فيما نقلت جثة الضحية إلى المشرحة بمستشفى الغساني حيث لم تخف مصادرنا تعرض الضحية للضرب جراء آثار رضوض ظاهرة برأسها وأنحاء مختلفة من جسدها ، كما استمعت الشرطة لإفادات جار الضحية بالرياض السياحي المقابل لرياضها السكني وكذا كهربائي بنفس الحي سبق له أن قام بتغيير المصابيح الكهربائية لمنزلها وملاءمة الآلات الكهربائية المنزلية مع الجهد الكهربائي الجديد. يذكر أن للضحية «الحاجة خديجة» 3 أبناء ذكور وأنثى يعيشون بعضهم بالديار الفرنسية والآخرون بالولايات المتحدةالأمريكية.حضروا جميعهم إلى مدينة فاس رفقة الأب وقد أصابهم الذهول جراء هول ما حصل لأمهم التي لم تكن تدرك بأن هناك من يخطط لسرقة المحتويات النفيسة برياضها والتي قدمت حياتها ثمنا لها.