لم يحمل العام الجديد أنباء سارة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، إذ ما إن بدأت تطوي هذه السنة الأسابيع الأولى من يناير حتى توالت الأخبار حول تخييم شبح العنصرية في كل مرة على مدينة أوروبية جديدة وإجهازها على حياة ضحية أخرى، ما جعل عدد القتلى المغاربة في دول المهجر يصل، في ظرف ثلاثة أسابيع، إلى 5، في حين تواصل الأجهزة الأمنية الفرنسية التحقيقات حول مدى وجود علاقة بين احتراق لاعب داخل سيارته بهذا النوع من الاعتداءات. "" وسجل آخر حادث، نهاية الأسبوع المنصرم، في كولونيا، حيث لقي شاب حتفه بطعنة سكين وجهها له مواطن ألماني، بعد نشوب نزاع بين مجموعة من الشبان. وذكر مصدر من القنصلية العامة أن الضحية صالح لزرك (البالغ من العمر17 سنة)، والذي كان يقطن مع أسرته في المدينة المذكورة، نقل على إثر الحادث إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وكان صالح، الذي ووري جثمانه بمدينة زايو (إقليمالناظور)، يمارس كرة القدم في صفوف فريق محلي. وفي مدينة برشلونة الإسبانية، عثر على جثة مغربي في عقده الرابع ملقاة على قارعة الطريق قرب مدينة سيتغس. وأظهرت التحريات أن الضحية، الذي كان يعيش في مدينة بيلافرانكا ديل بينيديس، تلقى ضربة على مستوى الرأس. وقادت التحقيقات إلى إلقاء القبض على جزائري يدعى ميسوم (يبلغ من العمر 34 ) بالقرب من مسكن المواطن المغربي، كما توصلت إلى أن الشجار اندلع نتيجة مشاداة كلامية. وقبلها بعشرة أيام، أعلنت الشرطة الكاطالانية عن اعتقال مواطنيين إسبانيين متهمين بقتل أحد أفراد الجالية في برشلونة. وتعود أحداث هذه الجريمة إلى الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، عندما أخبر أحد المتهمين بيكطور مانويل طي (48 سنة) الشرطة بأن شخصا يستأجر غرفة بالشقة التي يقطن بها الثلاثة قد تعرض لاعتداء قاتل من قبل مجهولين بالشارع. لكن التحريات التي أجرتها الشرطة بينت أن الاعتداء وقع داخل الشقة التي يقطن بها الشاب المقتول برفقة المواطنين الإسبانيين، وهما رجل يعمل كوكيل تجاري وامرأة تعمل بأحد المصارف. وأبرزت الشرطة أن الضحية توفي جراء نزيف حاد، إثر تعرضه لضربة في العنق بالسلاح الأبيض، مشيرة إلى أنه تم إحالة المتهمين على العدالة. وبعدها بأربعة أيام، وفي الأرخبيل الكناري، أفادت مصادر أمنية أن الشرطة أوقفت بريطانيين اثنين يشتبه في تورطهما بجريمة قتل مهاجر مغربي بالسلاح الأبيض داخل مركز تجاري يقع جنوب جزيرة تنيريفي. وأفادت الشرطة المحلية أن الشاب (البالغ من العمر25 سنة)، قتل داخل مركز "أمريكاس شوبينغ سنتر" التجاري، موضحة أن الضحية، الذي كان يشتغل حارسا بهذا المركز، تعرض لهجوم بالسلاح الأبيض بعد اشتباك مع الظنينين. وأضاف المصدر ذاته أن الشاب، الذي أصيب بجروح بليغية، نقل على الفور إلى مركز استشفائي، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وبمدريد، ذكرت الصحف الإسبانية أن مغربيا لقي حتفه على يد مجموعة متكونة من أربعة شبان، وذلك أثناء خروجه من أحد الملاهي الليلية بمحافظة ألكوركون، جنوبالمدينة. وأبرزت أن شجارا اندلع داخل الملهى بين طارق بونيافة (27 سنة)، الذي كان برفقة أحد أصدقائه، والشبان الأربعة الذين ينحدرون من الدومينيكان، ساعات قبل وقوع الجريمة، مضيفة أن الشاب وقع في كمين نصب له لدى خروجه لوحده من الملهى الليلي. فبعد أن انهال الجناة عليه ضربا، وجهوا له ثلاث طعنات بواسطة سلاح أبيض على مستوى الوجه والدراع، ثم طعنة أخيرة كانت قاتلة على مستوى القلب. وفي فرنسا، باشرت الأجهزة الأمنية تحريات موسعة اثر تعرض لاعب النادي المكناسي سابقا إسماعيل روغي لحروق من الدرجة الثالثة أتت على 80 في المائة من جسمه، واضطر الأطباء إلى إدخاله في غيبوبة اصطناعية. وحسب الصحف المحلية، فإن روغي (33 سنة) احترق داخل سيارته بمرآب ملعب بمونتليري في منطقة إيسون، إذ "سمع حارس الملعب صيحات وضوضاء حين اشتعلت النيران في السيارة، دون أن يتمكن روغي من مغادرتها". وعلى الرغم من أن مصادر رجحت أن تكون الحادثة ناتجة عن تماس كهربائي أو رنين هاتفه المحمول، الذي تزامن مع حمله قنينة مملوءة بالبنزين، إلا أن البعض تحدث عن دخول اللاعب المغربي في شجار مع أحد الأشخاص، في الملعب، دون أن تتأكد صحة هذه المعطيات. وتفيد إحصائيات صادرة، اخيرا، عن وزارة العمل بمدريد أن أكثر من 60 ألفا و904 مهاجر مغربي انخرطوا في النظام الفلاحي للتأمين الاجتماعي بإسبانيا، خلال الاول من كانون الثاني الجاري، أي أكثر من 6.3 في المائة من مجموع الساكنة النشيطة بهذا القطاع. وذكر المصدر أنه مقارنة مع مجموع العمال الأجانب المنخرطين في النظام الفلاحي للتأمين الاجتماعي، يمثل المغاربة أكثر من38 في المائة من المهاجرين الأجانب العاملين بهذا القطاع، يليهم الإكوادوريون (20 ألفا و692 شخصا)، والبوليفيون (3306)، والكولومبيون (2 623)، وأخيرا الأوكرانيين (2523). ويضاف إلى هؤلاء العمال الفلاحين المنخرطين في نظام التأمين الاجتماعي، آلاف المهاجرين المغاربة الذين يعيشون في وضعية غير قانونية، والذين يعمل معظمهم بالزراعة المغطاة بمناطق ألميرية ومورسية (جنوب-شرق إسبانيا). وفي ما يخص العدد الإجمالي للأجانب الذين يشاركون في نظام التأمين الاجتماعي الإسباني، ياتي المغاربة على رأس قائمة المنخرطين ب 257 ألفا و340 منخرطا، وياتي من بعدهم الإكوادوريين ب 256 ألفا و697 منخرطا، يليهم الكولومبيون (141 ألفا و358 )، والبيروفيون (78 ألفا و243 )، ثم الصينيين (63 ألفا و399). وأوضحت الإحصائيات ذاتها أنه من بين مجموع المغاربة المنخرطين في نظام التأمين الاجتماعي، يشارك 170 ألفا و278 منخرطا في النظام العام، خاصة في قطاع البناء الذي يعمل به أكثر من 34 في المائة من الأجانب القاطنين بإسبانيا. وبلغ عدد المغاربة المستقرين بشكل قانوني بإسبانيا، إلى حدود 30 حزيران (يونيو) الماضي، أكثر من600 ألف شخص، أي ما يمثل الجالية الأجنبية الأولى بهذا البلد، وذلك من مجموع 3 536 347 أجنبيا حاصلين على بطاقة الإقامة. وهكذا فإن نحو ثلثي المغاربة المقيمين بشكل قانوني بإسبانيا لا يشاركون في نظام التأمين الاجتماعي.