بعد محطات مدن أبي الجعد، وادي زموخريبكة، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس البلدي لسطات والمديرية الجهوية للثقافة، وبتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، شهدت مدينة بن سليمان مؤخرا حدث وصول قافلة نبرات القادمة من مدينة سطات لاكتشاف الأصوات الغنائية في صنف الطرب العربي الأصيل، وانتقاء أجودها ومنحها فرصة التأهل إلى الأدوار المقبلة المزمع تنظيمها يومي السبت والأحد 13-14 فبراير 2010 في الخزانة البلدية في مدينة سطات. فعلى الساعة الثامنة صباحا حلت قافلة مهرجان نبرات الشاوية ورديغة، المنظمة من طرف جمعية نبرات في بسطات. ووجدت القافلة عشرات من الشباب والشابات التواقين للوقوف أمام لجنة التحكيم لاختبار أصواتهم والمرور إلى الأدوار القادمة. لم تخف «أسماء» سعادتها وهي تؤدي مقطع من أغنية الفنان عبد الهادي بلخياط لزملائها وزميلاتها أمام دار الثقافة، تنبهها «ندى» إلى أن الجملة الموسيقية التي أدتها ليست صحيحة وربما لن تعجب أعضاء لجنة التحكيم مما سيعني خروجها من المسابقة. «حياة» القادمة من مدينة بوزنيقة أكدت أن هذه القافلة تمثل بالنسبة إليها فرصة لا تعوض للتعبير عن مواهبها في الموسيقى، وبالتالي دخول عالم النجومية من بابه الواسع. «سعيد» الذي لم يحالفه الحظ خلال الكاستينغ المنظم في مدينة خريبكة، جاء إلى مدينة بن سليمان لإعادة الكرَّة من أجل الظفر بإحدى المراتب المؤهلة إلى مدينة سطات. في أحد أركان بهو دار الثقافة، تسمرت السيدة «فاطمة» التي قدمت رغم سوء الأحوال الجوية وعلامات الارتباك بادية على وجهها، تراقب حماس ابنتها «هدى» التي انسجمت مع أجواء المهرجان. على الساعة العاشرة، وبعدما انتهت اللجنة التنظيمية من تأثيث القاعة، أعلن عن افتتاح المسابقة في جو من الانتظار والترقب والحماس، حيث استمعت لجنة التحكيم إلى 160 شابة وشابا أبدعوا في الغناء، وأقنعوا أعضاءها لاختيار 50 صوتا ومنحها فرصة الاختبار في مدينة سطات. على الساعة الخامسة غادرت قافلة نبرات مدينة بن سليمان في اتجاه مدينة برشيد لاكتشاف أصوات أخرى. وتتوخى الجمعية من هذه التظاهرة الفنية الكبرى مجموعة من الأهداف أهمها محاربة الهدر المدرسي، من خلال تفعيل الأنشطة الموازية التي طالما كانت موردا هاما للطاقات الفنية والإبداعية الوطنية ومشربا خصبا للتنمية البشرية والتنشئة الاجتماعية على حد سواء، والمساهمة في تهذيب الذوق الفني، بالإضافة إلى خلق تواصل مع باقي الفعاليات الموسيقية على الصعيد المحلي الجهوي والوطني، وترسيخ قيم الإبداع والتسامح والانفتاح، مستهدفة شباب وشابات الجهة المتراوحة أعمارهم بين 14 و28 سنة، ناهيك عن ذوي الاحتياجات الخاصة، ونزلاء مراكز الإصلاح والتهذيب، مساهمة منها في إدماج هذه الفئة العريضة الجديرة بالتتبع والاهتمام. وعلى امتداد أربعة أشهر من الاقصائيات والمنافسة في مختلف أقاليم الجهة، بمدنها ومداشرها، سيتنافس أزيد من 4000 شابة وشاب عبر إقصائيات للتأهل إلى الحفل النهائي الكبير الذي سيتبارى فيه العشرة الأوائل قصد تحديد الرتب الثلاث الفائزة، مع تكريم بعض الوجوه الفنية الوطنية والعربية، وبحضور ألمع نجوم المشهد الفني.