تساهم فيلا الفنون في كل من الرباطوالدار البيضاء في نشر المعرفة الأدبية والعلمية والاجتماعية والفلسفية، وبإتاحة فضاء مفتوح للتفكير وللتبادل حول صيرورتنا كمجتمع حداثي مواكب للقيم الكونية من لقاءات شعرية، فلسفية، تقديم إصدارات، معارض فنية، محترفات تكوينية تغطي الدورة الشتوية من يناير إلى مارس المقبل. الدار البيضاء في هذا السياق يقترح المنظمون على المولعين بالقول الشعري أمسية مفتوحة مع الشاعرة فاتحة مرشيد وفاطمة شهيد، على هامش ديوانيهما الأخيرين «آخر الطريق أوله» و«الصورة»، وذلك يوم الأربعاء 3 مارس 2010 في فيلا الفنون في الدارالبيضاء. وفي نفس المكان وفي العاشر من الشهر ذاته، ينظم لقاء شعري مع ثريا ماجدولين وحفصة بكري لمراني في باقة متنوعة من الأشعار المكتوبة باللغة الإنجليزية، فضلا عن قراءات شعرية لثريا نكوش بالعربية والإنجليزية والفرنسية. هذه المبدعة أصدرت مؤخرا «رقصة القمر». وفي ما يتعلق بمجال النشر الأدبي، سيتم تقديم كتاب ليلى مزيان الذي يؤرخ لبعض مسارات مدينة سلا (1927 – 1966)، يوم الأربعاء 3 فبراير، إلى جانب تقديم كتاب الباحثة رشيدة المفضل حول البعد الخفي للهجرة نحو كندا، وذلك يوم الثلاثاء 16 فبراير. كما ستنفرد هذه الحلقات الأدبية أيضا بتقديم كتاب الباحثة شريسلطانة ريفي «صوت نابع من الظل» وهو رواية متعددة الأصوات وبحث عن الذات في مواجهتها مع الآخر. ينظم هذا النشاط في الدارالبيضاء في السابع عشر من مارس القادم. وبدوره سيقدم المطرب ومؤلف الحكايا مارسيل زاركوزا مؤلفه «أسرة جديدة ليلا بينو» كتوثيق لتجربته مع قرى حماية الطفولة، الأربعاء 24 مارس. وستعرف فيلا الفنون في الدار البيضاء من يوم الخميس 4 مارس 2010 معرضا تشكيليا تحت عنوان «روح الأمكنة» بمشاركة نيكول كاربو، ليليان كوك، جون كوتون، ميشال دولوربان بيتسي إيكهو، آن كيلصون، التباري كونتور سيسيل مسار، وكليتر سيزيرج، وكلهم فنانون متحدرون من بروكسيل، تابعوا جميعا حلقات تكوينية في محترف للحفر الفني، وطوروا أبحاثا تنطلق من الحفر التقليدي إلى جانب تجارب صنع الورق ودراسة المواد الأكثر ملاءمة مع البيئة، كما استثمروا أسمدة ثلاثية الأبعاد تنزاح بأشكالها وممارساتها عن دروب الحفر الفني المعروفة. كل هؤلاء الفنانين يسعون إلى إعادة تشكيل المتخيل الجماعي المتعلق بروح الأمكنة والرمزية، متفاعلين مع مجال انتماءاتهم المادية والرمزية، فالأمر لا علاقة له بمنفى أو نقطة هروب، بل هو بحث مستمر في ثقافة الاعتراف وتأكيد الهوية المشتركة. وفي رهانها على التكوين الفني تعتزم دار الفنون، تنظيم عدة محترفات تكوينية في مجال السمعي البصري والفن التشكيلي وفن الخزف والمسرح والملحون والحكي الشعبي والرقص والقراءة. وضمن اللقاءات الفلسفية التي سينشطها الباحث علي بن مخلوف، سيتم التطرق إلى عدة محاور معرفية تهم فلسفة الأنوار والنساء المتصوفات، ومسار حياة الفيلسوف الإغريقي سقراط. الرباط وفي إطار أنشطتها الثقافية والفنية، تحتضن فيلا الفنون في الرباط، معرضا تشكيليا موسوما ب«تقاربات، ما بين 11 و27 فبراير 2010 لتقديم أعمال كل من بشرى بن إيزة، سناء بزاز، خديجة غنام والفنانة الفرنسية كلودين لافيد، وهو معرض موضوعاتي مخصص للإبداع كمسلك للتعبير. وحسب المنظمين، يعتبر هذا اللقاء الفني بصيغة المؤنث تكريما للمرأة التشكيلية التي أصبحت من فاعلي الحياة الفنية في المغرب ومن المساهمين في تنمية الإبداع البصري في ضوء تجاربه الإبداعية الأكثر جرأة وحداثة، فالفنانات العارضات يخضن غمار تجربة تشكيلية تزاوح بين التجريد والتشخيص والبوح الحلمي والميثاق السير ذاتي، إضافة إلى اشتغالهن على العلاقة اللزومية بين التصوير الفكري والحس الجمالي. هذا المعرض الجمالي يأتي امتدادا لمعرض الفنانة المصرية نيزا شوفينمون، «تواريخ الإنسان»، الذي ضم منحوتات فنية ولوحات تصويرية تحكي تاريخ المدينة وتنسج الزمن البابلي بكل طقوسه ومراسيمه، محتفلة بالتاريخ الجماعي المسالم ضد كل نزعات الصراع والخرب واللاتسامح، حيث يجمع معرضها بين الثقافات الغربية والثقافات الشرقية، مستفيدة من تكوينها المزدوج في كل من مدرسة الفنون الجميلة في القاهرة ومن تكوين متخصص في علم النفس في فرنسا. بالموازاة مع تنمية مختلف الأشكال التعبيرية الثقافية والفنية، يحتضن فضاء فيلا الفنون في الرباط حلقات دراسية مفتوحة حول مسار الفنان عبد الله الحريري، بمشاركة محمد لمليحي وعبد الرحمان وردان، وستنظم هذه الحلقات التوثيقية يوم 10 فبراير صحبة عيسى إيكن، حسن العميلي، فريد الزاهي، ومحمد الواكيرة الذين يسلطون الضوء على الوجه التشكيلي للفنان عبد الله الحريري. كما سيتم التعرف على إسهامه في مجال الفن الكرافيكي مع مجلة «أنفاس»، وعدة منشورات فنية، وذلك في ضيافة ليلى الشاوني، محمد الواكيرة، فريد الزاهي يوم 3 مارس. وبتاريخ 13 يناير التقى متتبعو جديد المكتبة الفنية مع الناقد والباحث فريد الزاهي حول مؤلفه «جسد الآخر» الذي يضم عدة مقاربات متعددة التخصصات تهم الجسد والصورة والمتخيل، كفضاءات مفتوحة على عدة قراءات تحليلية وتأويلية، فالصورة هي سند ومكان الفكر، والمتخيل هو مجموعة من الأشكال والوضعيات الضابطة له ويبقى الجسد الفكر الحي باستمرار. أما في ما يتعلق باللقاءات المفتوحة، فسيقدم عبد الحفيظ العمري يوم 25 مارس محاضرة تحت عنوان «الشطرنج العربي تاريخ راق في الإبداع والفلسفة»، يعرض من خلالها لتاريخ هذه اللعبة التي برزت في القرن السادس الميلادي وانتقلت إلى فارس ومنها إلى شبه الجزيرة العربية مع الفتح الإسلامي ومرافقة نمو العقلانية العربية في كل الميادين.. أما الأستاذ الباحث عبد المالك السلاوي، فيقدم محاضرة تحت عنوان «الفن والطب»، منطلقا من كون الطب يساهم في إغناء حقول المعارف الأخرى، ومن كون علاقته بالفن تكمن في ضرورة تربية العلاقة عبر الشخصية التي يجب أن تكون في قلب التمرين الطبي.