انطلقت مساء أمس الجمعة بالعاصمة التونسية فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين، بمشاركة أكثر من ألف ناشر يمثلون 34 بلدا من بينها المغرب، الذي يحضر هذه السنة بشكل وازن في هذه التظاهرة الثقافية، سواء على مستوى عدد دور النشر أو نوعية الكتب المعروضة. وقد قام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي أشرف على افتتاح المعرض الذي يستمر عشرة أيام، بزيارة للجناح المغربي، حيث كان في استقباله سفير المغرب بتونس ، السيد نجيب زروالي وارثي وممثل وزارة الثقافة المغربية. وبهذه المناسبة، قدم الدبلوماسي المغربي للرئيس بن علي، الذي كان مرفوقا بحرمه السيدة ليلى بن علي، هدية هي عبارة عن مجموعة من الكتب والمؤلفات المختارة في الشعر والتراث والثقافة المغربية، كما قدم لحرمه عددا من الإصدارات التي تتناول مكانة ودور المرأة المغربية وما حققته من حقوق ومكاسب في عهد جلالة الملك محمد السادس. ويمتد الرواق المغربي في المعرض على نحو 50 مترا مربعا تقدم فيه نحو 19 دارا للنشر أحدث إصدارات الكتاب المغربي في مختلف صنوف العلم والمعرفة، وتشمل على الخصوص، الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كما يضم الجناح المغربي إصدارات وزارة الشؤون الثقافية في مجالات الأدب والشعر والقصة والفن، وكذا إصدارات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مجال الدراسات الإسلامية والمعاجم، بالإضافة إلى الإصدارات الحديثة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط. وقال ممثل وزارة الشؤون الثقافية بالمعرض السيد حسن نخيلة، المسؤول عن المعارض الدولية للكتاب، إن الوزارة حرصت على أن تكون مشاركة المغرب في هذه التظاهرة الثقافية الهامة في مستوى تطلعاتها المتمثلة في ضمان الرواج للكتاب المغربي وتأمين حضوره لدى القرىء العربي بصفة عامة والتونسي بصفة خاصة. وقال نخيلة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الوزارة، ولكي تحقق هذا الهدف، تعمل على تقديم الدعم والمساندة للنشرين المغاربة لتسهيل مشاركتهم في المعارض العربية والدولية، من خلال تحمل تكاليف شحن الكتب والمساحة المخصصة للناشرين المغاربة في المعرض ، إما في إطار التبادل مع معرض الكتاب بالدار البيضاء، أو بتحمل مصاريف إيجار المساحة المطلوبة. وأضاف أن المشاركة المغربية في الدورة الحالية لمعرض تونس كانت مشاركة متميزة عن سابقاتها، خاصة على مستوى عدد دور النشر الذي ناهز 19 دارا للنشر، بعد أن كانت عشرة في السنة الماضية، أو على مستوى كميات الكتب المعروضة والتي فاقت هذه المرة ألف و500 عنوان . وخلص المسؤول المغربي إلى التأكيد على أن هذا التوجه ينسجم مع الرغبة في دعم علاقات التعاون والتبادل الثقافي بين المغرب وتونس وتكثيف التواصل الفكري والأدبي بين الكتاب والمثقفين في البلدين، فضلا عن الإرادة في دعم حضور الكتاب المغربي في المكتبات ولدى القارئ التونسي. ويذكر أن معرض تونس الدولي للكتاب يشهد هذه السنة مشاركة هامة لدور النشر منها، 103 من تونس و318 من مختلف البلدان العربية، فيما تشارك فرنسا ب 447 ناشرا، بالإضافة إلى 232 ناشرا من دول أخرى كالدنمارك والصين وألمانيا والنمسا والولايات المتحدة وبلجيكا وكندا وسواها. ويتضمن البرنامج الثقافي للمعرض عددا من الندوات واللقاءات والأيام الدراسية، منها ندوة دولية تحت عنوان (الكوني والمحلي في الفكر والإبداع) ويوم دراسي حول موضوع (الإبداع في لغة الآخر... إبداع الآخر في لغتنا).