دفعت أزمة المقابر التي تعرفها مدينة الرباط العمدة فتح الله ولعلو إلى البحث عن مقبرة جديدة خارج المدار الحضري للعاصمة بالجماعة القروية أم عزة، التي تبعد بحوالي 20 كيلومترا عن العاصمة. ولعلو الذي زار هذه الجماعة القروية في وقت سابق لتفقد مركز معالجة النفايات عبر عن رغبته أثناء حديثه مع رئيس الجماعة في إحداث مقبرة لاستقبال أموات الرباط، بعد أن امتلأ عدد من مقابر العاصمة مثل مقبرة يعقوب المنصور، في حين أصحبت الطاقة الاستيعابية لمقابر أخرى جد محدودة مثل مقبرة الرياض وسيدي مسعود، وهو ما دفع رئيس مقاطعة أكدال إلى اقتراح تبني الدفن بشكل عمودي على أساس استقبال كل قبر لخمسة أموات، من أجل تجاوز الأزمة الحالية التي تصطدم بمشكل انعدام الوعاء العقاري، قبل أن يتجه التفكير نحو إحداث مقبرة خارج المدار الحضري للعاصمة. هذه الخطوة لقيت معارضة شديدة من طرف رئيس جماعة أم عزة مصطفى السلماني، الذي أكد في تصريح ل«المساء» أن جماعته أرغمت على استقبال أزبال الرباط وسلا، ويتم التخطيط الآن لتحويلها إلى مقبرة بعد أن تم حرمانها من مجموعة من المداخيل. وأشار السلماني إلى أن جماعة أم عزة، التي تقع تحت النفوذ الترابي لعمالة الصخيرات تمارة، لا تستفيد من أي درهم لقاء استقبالها أطنان النفايات من مدينة الرباط وسلا، بعد أن تم إحداث مركز معالجة على مساحة 111 هكتارا دون الحصول على ترخيص منه، وهو ما دفعه إلى مراسلة عدد من الجهات من أجل رفع هذا الحيف الذي ألحق أضرارا بيئية خطيرة بالمنطقة، الأمر الذي يعد حسب السلماني خطوة «تتناقض مع الخطاب الرسمي الداعي للمحافظة على البيئة». السلماني أضاف أن أم عزة، التي تعد من بين أفقر الجماعات القروية، غير «مستعدة الآن لتتحول إلى منطقة يتم تصدير مشاكل العاصمة إليها». كما أكد أن المجلس القروي بصدد تقديم استقالة جماعية في حالة إصرار مسؤولي العاصمة على «تبني طريقة مهينة في التعامل مع منتخبي هذه الجماعة التي تم الإجهاز على عدد من المشاريع التي كانت تساهم في تنمية مداخيلها المحدودة».