أحالت الشرطة القضائية بالمحمدية نهاية الأسبوع المنصرم، على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، لصين توبعا في حالة اعتقال بتهم تكوين عصابة إجرامية وسرقة الفيلات، وهتك عرض قاصر بالعنف تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وإهانة الضابطة القضائية عن طريق الإدلاء ببيانات كاذبة. وضمت العصابة الزعيم المدعو (مروان.ب) من مواليد سنة 1984 متزوج وعاطل، و(سعيد.ج) الملقب ب«النعينيعة»، من مواليد سنة 1981 عاطل والمتهم بهتك عرض الطفلة، وهما من ذوي السوابق العدلية المتعددة في مجال تكوين عصابات إجرامية متخصصة في السرقة والسطو على المنازل الفخمة. وظل كابوس التكبيل والاعتداء والتهديد بواسطة السكاكين، يطارد الشقيقين كوثر ويونس (اسمين مستعارين) اللذين فوجئا بملثمين يقتحمان في ساعات متأخرة من الليل، منزلهما في غياب باقي الأسرة. لن تنسى كوثر دخول اللصين إلى غرفتها وهي غارقة في نومها، لتستفيق فجأة، وتجد أمامها شابين متوحشين يعنفانها، وعنف بلغ حد هتك عرضها بقوة لم ينفع معها الصراخ، قبل أن يعمدا إلى إغلاق فميهما بلصاق بلاستيكي لتفادي صراخهما الذي ظل حبيس جدران منزلهما الفسيح. كما أن يونس لم يستطع التخلص من مشهد الملثمين اللذان قاما بتكبيله، وإغلاق فمه باللصاق قبل أن يعمدا إلى السطو على المنزل والاعتداء جنسيا على شقيقته الصغيرة. سطو وهتك عرض طفلة تعود وقائع الجريمة النكراء التي كتب للشقيقين أن يكونا ضحيتها إلى منتصف الأسبوع المنصرم، حيث اقتحم لصان منزلهما ليلا، وعبثا بشرفهما وسرقا ممتلكاتهما قبل أن يفرا في اتجاه المجهول، إذ وردت بتاريخ ثامن يناير الأخير شكاية على الفرقة الجنائية بمصلحة الشرطة القضائية موضوعها السطو على منزل فخم بحي لاسيسطا، انتقلت بموجبها عناصر الشرطة بدائرة الرشيدية والشرطة القضائية ومسرح الجريمة إلى هناك، حيث تأكد لها أن المنزل تعرض للسطو من طرف شخصين ملثمين، ولجا الفيلا في حدود الثانية صباحا عن طريق تسلق السور، قبل أن يعمدا إلى تكسير باب الفيلا الداخلي واقتحام المنزل في غياب الوالدين، ولم يجد اللصان سوى شقيقين قاصرين بداخله(بنت وولد). فعمدا إلى تهديدهما بالأسلحة البيضاء وتكبيلهما، ووضعا لصاقين بلاستيكيين على فميهما لمنعهما من الصراخ. وتم احتجازهما لمدة ثلاث ساعات كانت كافية للسطو على مجموعة من الأجهزة المعلوماتية، والحلي والمجوهرات، وثلاثة هواتف نقالة ومبلغ مالي قدره 960 درهما، إضافة إلى مجموعة من الأغطية والملابس، كما عمد أحدهما إلى هتك عرض الطفلة ولاذا بالفرار، حيث تعبقهما بعض الحراس الليليين، مما جعلهما يتخلصان من المسروقات الثقيلة، واحتفظا بما خف وزنه وغلا ثمنه. حكت الطفلة بمرارة ما عانته من طرف اللصين الملثمين اللذين فوجئت بهما يقتحمان غرفتها، وقالت إنه بعد تكبيلها قام أحد اللصين بهتك عرضها، وأنه لولا تدخل شريكه لقام بافتضاض بكارتها. وقال شقيقها الذي قيد بعيدا عنها إن أحد اللصين كان يناديهما باسميهما مما يعني أنه يعرفهما جد المعرفة، وأضاف أنه نادى عليه، وعلى أخته باسميهما كما أن أحدهما سأل شقيقته عن الساعة النفيسة التي اشتراها لها والدها من الديار المقدسة. الكشف عن هوية اللصين الملثمين تأكد للشرطة القضائية أن مدبري عملية السطو هم أشخاص لهم معرفة دقيقة بصاحب الفيلا، وتوصلوا بمعلومات عن ثلاثة أشخاص شوهدوا يركضون في الشارع، وأنه تم التعرف على هوية أحدهم الذي يقطن بدرب مراكش، ليتم تعقبه واعتقاله بعد مقاومة شديدة فوق سطح منزل والدته، ليتضح أنه زعيم العصابة، وبعد البحث معه، اعترف بمساعديه، وكشف تفاصيل تدبير عملية السطو. تم عرض الزعيم على الشقيقين، وبعد أن استمعا إلى صوته تعرفا على ملامحه رغم أنه كان ملثما فأكدا أنه أحد اللصين، وأكدت الطفلة أنه هو من حال دون اغتصابها من طرف اللص الثاني الذي هتك عرضها. حاول الزعيم الإدلاء ببيانات كاذبة وأتهم (عبد الجليل. د) تلميذ من مواليد سنة1986. والذي يتابع دراسته بأحد المعاهد الحرة بالبيضاء. بأنه شريكه في العملية وأنه هو من قام بهتك عرض الطفلة، لكن وبعد اعتقال التلميذ وعرضه على الشقيقين أكدت الطفلة أن التلميذ بريء، وأنها تتذكر جيدا ملامح اللص الذي هتك عرضها، وقالت الطفلة إن اللص له قامة أطول من التلميذ وبشرته سمراء وبه خلل على مستوى ترتيب أسنانه. ليتضح أن الزعيم حاول التستر على شريكه الحقيقي في عملية السطو. وأكد التلميذ البريء أن الزعيم حاول الانتقام منه لأن أسرته رفضت تكليفه كحارس داخل الحي بدرب مراكش لمعرفتها بسلوكه المنحرف. استمر بحث الشرطة القضائية في محيط سكن الزعيم، حيث أعيد البحث والتدقيق مع المخبرين والحراس الليليين الذين أفادوا الشرطة بأن الزعيم اقتنى ليلة وقوع الجريمة الحبال واللصاق من أحد محلات بيع العقاقير، وانه عرج رفقة شخص معروف بانحرافه يقطن بحي النصر إلى خلاء مظلم حيث جلسا يخططان لعملية السطو. وبعد مواجهته من طرف الشرطة القضائية كشف الزعيم عن شريكه الحقيقي والعاطل المعروف بلقب (النعينيعة)، والذي هتك عرض الطفلة، ليتم اعتقاله قرب محل للبقالة بحي الفتح بعد مقاومة شديدة، كما كشف عن مصدر المعلومات التي جمعها حول مالك الفيلا قبل السطو على منزله، وأوضح أن إحدى قريبات زوجته التي تزوجها منذ ثلاثة أشهر، تعمل خادمة لدى صاحب الفيلا، وأنها كانت تجالسه وتتحدث عن أشياء كثيرة موضحا أنها (كتهدر بلا سوارت)، وأنها أبلغته دون أن تدرك نواياه أن صاحب الفيلا المعنية يعيش مع أبنائه في رغد وانه عاد مؤخرا من الديار المقدسة وجلب معه مجموعة من الهدايا أسالت لعاب الزعيم، فقرر تشكيل عصابة جديدة بعد أن فككت الشرطة القضائية عصابته السابقة، وأحالت أفرادها على السجن بتهم مختلفة. تذكر الزعيم رفيقا له يدعى (النعينيعة) عاشره فترة وجوده في السجن، أعجب بسلوكه المنحرف و(زعامته)، وسوابقه العديدة في السرقة، فسارع للبحث عنه وإخباره بالعملية الجديدة، والتخطيط معه للسطو على المنزل. أعدا اللصان العدة لاقتحام المنزل ونفذا العملية التي انتهت باعتقالهما وتقديمهما للعدالة.