شهدت قاعة العروض التابعة لقصر المؤتمرات في مدينة ورزازات، مؤخرا، بث الشريط الوثائقي «تندوف... قصة مكلومين»، وذلك في عرض عمومي تتبعته نخبة من الفاعلين على الصعيد المحلي في الحقل الثقافي والجمعوي والحقوقي، إضافة إلى العديد من الطلبة وجمهور عريض من المتتبعين. ويندرج تنظيم هذا اللقاء الثقافي الذي تميز بحضور مخرج الشريط ربيع الجوهري، في إطار المبادرة التي اتخذتها «جمعية وطننا»، برئاسة الفنانة نعيمة المشرقي والقاضية بتنظيم لقاءات مماثلة تتمثل في عرض هذا الشريط -الوثيقة في عدد من المؤسسات التعليمية والجامعية عبر مختلف مناطق المملكة قصد فضح الفظاعات التي يمارسها مرتزقة البوليساريو في مخيمات تندوف، حيث بلغت هذه العروض إلى حد الآن أزيد من ثلاثين لقاء. ويعتبر الشريط الوثائقي «تندوف... قصة مكلومين» –حسب ماجاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي- شهادة حية عن المأساة الإنسانية التي عاشها ويعيشها المواطنون المغاربة المحتجزون لدى مرتزقة البوليساريو، وذلك من خلال شهادات حية للمحتجز السابق عبد الله لماني الذي قضى في جحيم مخيمات تيندوف 23 سنة من الاحتجاز، إلى جانب رفقاء آخرين له عانوا أصنافا شتى من التنكيل، دون أن ينال ذلك من وطنيتهم. كما يعكس هذا الشريط الوثائقي الذي ساهمت في إنجازه مجموعة من الكفاءات الشابة المتحدرة من مدينة ورزازات، والتي تشتغل في مجالات مختلفة من مهن السينما، الروح الوطنية العالية التي تحلى بها مختلف المشاركين أثناء إنجاز هذا الشريط، الشيء الذي جعل منه شهادة ناطقة تفند زيف ادعاءات مرتزقة البوليساريو. وقد أعقبت عرض الشريط مناقشة حول مضمونه ساهم فيها، إلى جانب الجمهور المتتبع للعرض، كل من ربيع الجوهري، والفنانة نعيمة المشرقي، إضافة إلى «بطل» الشريط عبد الله لماني، حيث انصب النقاش حول ضرورة توظيف مثل هذه الأعمال الوثائقية في شحذ الشعور بالانتماء إلى الوطن في نفوس الأجيال الصاعدة، إلى جانب توظيفه على الصعيد الخارجي في تفنيد مزاعم الإنفصاليين. يذكر أن مبادرة تنظيم اللقاء الخاص بعرض شريط «تندوف... قصة مكلومين» ساهم فيها، إلى جانب «جمعية وطننا»، كل من عمالة ورزازات ومجلسها البلدي، و«لجنة فيلم ورزازات»، و«جمعية ورزازات أكسيون».