مرة أخرى، يحل المغرب في مراكز مخجلة في مجال القراءة والتعليم، فقد جاء في المركز 58 من أصل 61 دولة شملها تقرير جديد، بالنظر إلى النقص الكبير في عدد المكتبات الموجودة في بلادنا، إلى جانب ضعف تصفح الجرائد، فضلا عن كون نظامنا التعليمي ليس بالجيد مقارنة مع مجموعة من الدول التي شملها التقرير. المعطيات التي جاء بها التقرير لا تعتبر مفاجئة، فبلغة الأرقام، لا يقرأ المغربي سوى دقيقتين في السنة، وفي المقابل يقرأ الأوربي 200 ساعة في السنة، والهوة بيننا وبينهم تزداد اتساعا مع مرور الوقت، لأن المناهج التربوية عندنا، كما تؤكد وزارة الثقافة، لا تشجع ولا تحفز على القراءة، بحيث تغطي 30 ساعة في الأسبوع من حياة الطالب ما لا يترك له وقتا للمطالعة. الجميع في المغرب يتحدث عن أزمة القراءة، والجميع يتساءل عن كيفية تجاوزها، ولكن لا أحد استطاع أن يقدم وصفة سحرية تحمل حلولا عاجلة لها، فحتى المعرض الدولي للكتاب والحملات الموسمية لتشجيع القراءة تحولت فقط إلى موضة، وأصبحت مناسبة يتباهي فيها البعض باقتناء بعض الإصدارات الجديدة التي يؤثث بها مكتبته المنزلية دون أن يقرأ منها حرفا واحدا. إن الحكومة، وبالخصوص وزارة الثقافة والتعليم، مطالبة اليوم بتغيير مقاربتها في هذا المجال، والبحث عن حلول جديدة لتشجيع القراءة ودعم الجرائد والكتب والمكتبات، حتى نمحو عن أنفسنا صفة «الشعب الذي لا يقرأ».