في الوقت الذي بادر فيه إلياس العماري، رئيس جهة طنجةتطوان، إلى الحرص على الحضور في الميدان في مختلف المشاكل التي تعيشها الجهة، وآخرها قضية العزلة التي فرضتها الثلوج على عدد من المداشر والقرى في مناطق الشمال، غاب رئيس جهة فاسمكناس، عن الساحة. ولم يظهر له أثر إلا في بعض المناسبات الرسمية في صالونات العاصمة العلمية. امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، والذي تم انتخابه رئيسا لجهة فاسمكناس لم يقم، بحسب المصادر، بأي زيارة للمناطق التي حاصرتها الثلوج في المناطق النائية والجبلية الكثيرة والممتدة المحيطة بالجهة. المصادر قالت إن هذا «التقاعس» يتناقض وما ترفعه الحركة الشعبية من شعارات حول المناطق القروية وما تعيشه من تهميش وإهمال. وعادة ما يتهم حزب الحركة الشعبية ما يسميه ب»الأحزاب المدينية» بالوقوف وراء تهميش المناطق القروية، لكن المتتبعين يرون بأن هذه الانتقادات التي يوجهها لخصومه مجرد شعارات فارغة، لأنه في كل مرة يتحمل فيه حزب «السنبلة» المسؤولية، يفشل في الامتحان، مضيفة بأنه كان من اللازم لكي يقرن القول بالفعل أن يظهر في الميدان، ليس لتسويق الصورة إعلاميا، ولكن للوقوف على المعاناة الحقيقية لسكان الجبال في جهة فاس، والذين يعيشون في الآونة الأخيرة ما يشبه العزلة بسبب موجة الثلوج والتساقطات، وما يرتبط بها من موجة البرد. وتحركت السلطات المحلية لوحدها في عدد من هذه المناطق، حيث نظمت زيارات لهذه المناطق في كل من إقليمتاونات وصفرو وتازة، وإيفران، وبقي مجلس جهة فاس خارج التغطية. واستغربت المصادر، في السياق ذاته، التزام عدد من المكونات السياسية «الصمت» تجاه هذا الغياب عن الميدان، خاصة وأن أغلبية مجلس الجهة تضم فعاليات سياسية وازنة تنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، وهو الحزب الذي يعد من أكبر المدافعين عن مقاربة «سياسة القرب» في تدبير الشأن المحلي. وأوردت المصادر بأن سياسية «القرب» تستدعي التحرك أيضا إلى المناطق القروية لمؤازرة السكان، والوقوف على حجم المعاناة التي يعيشونها إبان هذه الموجة الأخيرة من الثلوج والتساقطات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات، بالتنسيق مع الجهات الحكومية لفك العزلة. وانتقدت المصادر ما أسمته استحضار المعطيات السياسية في تعاطي حزب العدالة والتنمية مع قضايا العالم القروي. إذ أن رمز «المصباح» لم يستطع بعد أن «يقتحم» العالم القروي، ولم يفز فيه إلا بعدد قليل من المقاعد في الانتخابات المحلية الأخيرة، ما جعل رهان «البيجيدي» على المناطق المعزولة جد ضعيف، مقارنة مع ما يوليه من اهتمام ل»سياسة القرب» في المناطق الحضرية الكبرى، التي صوتت بكثافة لصالحه.