يطرح مشكل وسائل التدخل وقلة آليات إزاحة الثلوج نفسه بحدة بإقليمخنيفرة، نظرا للحجم الكبير من الثلوج التي تتساقط بالمنطقة كل سنةتلاميذ يبحثون عن الدفء وتعتبر جهة مكناس تافيلالت وخصوصا إقليمخنيفرة من المناطق، التي تشهد أكبر التساقطات بالمغرب الأمر الذي يدعو وزارة التجهيز لتزويد المنطقة بأسطول مؤهل لفك العزلة على المواطنين القرويين، بالإضافة إلى إجبار رؤساء الجماعات باقتناء هذه الوسائل وتمكين جماعاتهم منها لفتح طرق ومسالك من انتخبوا عليهم وإنقاذهم من الموت في الوقت المناسب. تعتبر جهة مكناس تافيلالت من الجهات، التي يعيش سكانها القرويون محنة حقيقية مع البرد والصقيع وتساقط الثلوج، وبالرغم من ذلك لا تتوفر الجهة على أسطول قادر للتدخل بسرعة في حالة وقوع التقلبات الجوية التي تشل الحركة الاقتصادية بالعالم القروي ، فينتظر السكان أن تمن عليهم مديريات التجهيز التابعة لإقليمهم بكاسحة أوجرافة لفتح الطريق إن وجدت وإن غابت فسيكون مصيرهم الانتظار حتى تفتح الطرق الوطنية الكبرى التي تعتبر شرايين الاقتصاد وبعدها الشبكة الجهوية ، تليها الطرق الإقليمية وغير المصنفة، ويضطر مواطنو الدواوير والقرى، التي تنعدم فيها الطرق المبلطة الانتظار، وقد يستمر وضع الحصار لأسابيع إذا ما استمرت الثلوج في التساقط. وكشفت التقلبات الجوية الأخيرة والتي تميزت بتساقط الثلوج بكميات كبيرة هذه السنة في حصار كارثي، تسبب في معاناة كبيرة لجل الدواوير والقرى التي لا تتوفر على شبكة طرقية،حيث أصبحت الكثير من العائلات في عزلة حقيقية قابعة في أماكنها رفقة مواشيها تترقب من يوم إلى آخر تحسن المناخ، وانتظار ذوبان الثلوج للتمكن من التنقل لقضاء حاجياتهم اليومية من الأسواق المجاورة. "من الصعب العيش في منطقة الأطلس في فصل الشتاء يقول "اسعيد" أحد أهالي "احميميضة" بمركز "كروشن"، في ظل اشتداد موجة البرد وانخفاض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، حيث يواجه القرويون هنا معاناة حقيقية في هذا الفصل تفرضها العزلة وانعدام مرافق الحياة". مناطق شديدة البرودة وتعتبر هذه الفيافي النائية من بين المناطق شديدة البرودة في جهة مكناس تافيلالت، لأن مقياس الحرارة بها لايتعدى درجة الصفر في أغلب أيام فصل الشتاء. وبالتالي يواجه السكان بردا قارسا، لايجري توديعه إلا عند حلول الربيع إلا بعد عناء وتعب وتحمل قساوة الطبيعة بتضاريسها الصعبة ومناخها البارد. "لم نكن نتوقع توقعات هذه السنة، يضيف اسعيد التي تزامنت والتقلبات الجوية الأخيرة ،وتزداد هذه المعاناة حدة وقساوة بتساقط الأمطار والثلوج التي تساهم في عزل السكان وقطع الطرق، التي تسد مسالكها فيضطر البعض لتذويب الثلج، وجلب مياه الأمطار لاستهلاكها". فالعيش في الأطلس يعتبر قاسيا في فصل الشتاء، وتحمل ضريبة العيش به طيلة هذه الفترة صعب للغاية أمام العزلة الكبيرة والحرمان من الكثير من الخدمات بداية بالخدمات الصحية والتعليمية، والخوف من كل تقلب جوي قد يخلف خسائر في المواشي، وفي بعض الأحيان قد يعصف بأرواح بشرية وخصوصا الأطفال والمسنون والمرضى. وأوضح "اسعيد" أن السيارات والشاحنات لايمكنها السير لانعدام الطرق ومسالك لائقة. وكذلك الأمر للدواب ما يستدعي الانتظار والتريث لعدة أيام أو أسابيع، وقد يصل الأمر إلى شهور في بعض الأحيان فينقطع التموين وتصبح المجاعة والمرض سيدي الموقف بحرمانهم من مختلف المواد التي يحتاجونها بما في ذلك قارورات الغاز ومختلف المواد الغذائية الأساسية ويتوقف التلاميذ عن الدراسة. مشيرا إلى أنه في حالة وفاة أحد أفراد العائلة فإنهم مجبرون على دفنه أمامهم لاستحالة نقله، وكذلك الشأن للمرضى والنساء الحوامل، اللواتي يتعذر نقلهن لغياب وسيلة نقل قادرة على اختراق الثلج والجليد ومواجهة مخلفات قساوة الطبيعة. رجال التعليم في الواجهة أعادت موجة البرد والصقيع والزوابع الثلجية التي ضربت الأطلس، للواجهة صفحة جديدة من المعاناة والتهميش، التي طالت شريحة أخرى من المواطنين يعيشون في الظروف نفسها، أسرة التعليم بهذه المنطقة ذات التضاريس الوعرة، والمناخ القاسي نموذج حي لما تعيشه من متاعب وهي تقوم بمهمة التدريس بأعلى مدارس المغرب بحيث تتموقع بعلو أكثر من ألفين متر على سطح البحر. "نكابد الأمرين في سبيل القيام بمهامنا في ظل ظروف غير ملائمة، شأننا في ذلك شأن سكان المنطقة المغلوبة على أمرها"، يقول رجل تعليم ل" المغربية "."القواسم مشتركة لأن الجميع يعيش في نفس البيئة" ويسترسل " لقضاء حاجياتي أضطر في أحسن الأحوال إيجاد لنفسي مكان في إحدى الشاحنات المهترئة التي يتساوى فيها بني البشر ببني الحيوان ، وتبتدئ المعاناة مع المنعرجات وطول المسافة التي تصل إلى 90 كلم تقريبا تكاد الطريق أن لا تنتهي، حيث تتربص بك الموت في أي لحظة (الله يستر)". لا إنارة بالمدارس ولا بالدواوير، يقول أستاذ بأحد المدارس بأنمزي، إذ يلجأ المعلم للوسائل التقليدية من شموع و قنينات غاز، هذا فضلا عن انعدام المياه الصالحة للشرب ولسد الحاجيات يضطررجال التعليم لقطع مسافات طويلة لجلب مياه بديلة غير معالجة ، بالإضافة إلى حرمان المدارس من الشبكة الهاتفية، التي تزيد من عزلة المقيمين بالمنطقة. بنية جغرافية ومناخية قاسية إن البنية الجغرافية والمناخية القاسيتين تزيد من تعقيد مهمة التدريس يسترسل معلم آخر وخاصة في فصل الصقيع ، إذ يصل الحصار الطبيعي بفعل الثلوج على هذه البقاع إلى أكثر من ثلاثة أشهر ، يكون رجل التعليم مضطرا للعيش على الرغيف والشاي والبطاطس لسد رمقه، مشاكل يستعصي حلها و مواجهتها يضيف ذات المصدر ربحكم غياب شبه تام للإمكانيات والتحفيزات لصد قساوة الطبيعة ولعل أهم هذه المصاعب إشكالية التنقل الذي يكون في حال تساقط الثلوج مستحيلا " فنقبع في أماكننا ،فإن كنا في مقرات عملنا بالبادية استقررنا هناك وقد يدوم ذلك شهرا أو شهرين ."نتا وزهرك"، وإن كنا بمنازل ذوينا في العطل أو أثناء التسويق ننتظر حتى تذوب الثلوج و تفتح الطرق والمسالك لنعود إلى عملنا بواسطة الشاحنات أو الدواب". أحيانا حسب معاينة ميدانية لهول هذه المعاناة يتوجب على رجل التعليم السير على الأقدام لمسافات طويلة قد تفوق 40 كلم (صدق أو لاتصدق) ، كذلك يعرف المعلمون بهذه المنطقة نقصا في حطب التدفئة، هذه المادة الحيوية التي تعتبر من ضروريات الحياة اليومية والتي لايمكن الإستغناء عنها أبدا، دون نسيان مشكل المؤونة، إذ لا يوجد بالدواوير محلات لبيع المواد المعيشية، وإن وجدت في الدواوير الأخرى والتي تبعد بعشرات الكيلومترات، فإنها لاتفتح أبوابها بانتظام. التدريس بهذه المناطق القاسية صعب، مضني مرهق للجسم والعقل والمزاج، بل عند رجال التعليم ب " كروشن وإيتزر وأغدو وأجدير إلى جانب مدارس بومية وغيرها" بمثابة عذاب فعلي، عذاب التنقل وعذاب البرد، الذي ينخر المفاصيل ويؤدي للموت في بعض الأحيان أو للجنون أو الاستقالة من الوظيفة نهائيا. إهمال المناطق الباردة عند اقتراب موسم البرد وكالمعتاد يقول أحمد أحد سكان آيت لياس بإقليمإفران إلى جانب جل مدن وقرى الأطلس في كل من خنيفرة وبولمان والحاجب وميدلت يستعدون لتلقي ضربات موجعة من البرد والجليد إذ أن المواطنين وخصوصا القرويين تلحقهم أضرار بليغة بسبب الثلوج التي ساهمت في انهيار المنازل والإسطبلات. ونفوق الماشية والدواجن بسبب الصقيع ودرجة البرودة القصوى التي تصل إلى خمس درجات تحت الصفر نهارا، وسبع درجة في الظل. ويقول "أحمد" إن منطقة "آيت لياس" تتواجد في 1600متر على سطح البحر، الأمر الذي جعلها تعرف كل سنة تساقطات ثلجية كبيرة وموجة برد قارس. و عبر ذات المصدر عن قلقه العميق جراء الإهمال، الذي أصاب منطقته لأن مشاكلها تتزايد في ظل الصمت وجمود إرادة المنتخبين في حل المشاكل المرتبطة بالشأن العام المحلي. وبالرغم من أن المجتمع المدني احتج بشدة على بعض التلاعبات في المال العام تعبيرا من السكان عن المعانات والخصاص الذي تعرفه المنطقة، لا زال الإهمال سيد الموقف. ووفق ما أكده أحمد أن منطقته بالرغم من أنها تعتبر من أغنى المناطق بالمغرب لأن غابات الأرز تدر عليها ملايير من السنتيمات لا زالت المنطقة تعيش تهميشا فضيعا والدليل غياب أي مجهود من المنتخبين لمساعدة ناخبيهم بتوفير آليات إزاحة الثلوج لفك العزلة عن الدواوير في الأيام العصيبة، عوض صرف مال الجماعة في مشاريع غير ذات أولوية، وكان من المفروض أيضا على حد تعبير المصدر ذاته العمل على توفير الأعلاف المدعمة للفلاحين لكون المراعي الطبيعية مكسوة بالثلوج، مما يسبب في نفوق الماشية التي تعتبر المكسب الوحيد للسكان.