بينما استعادت البورصات العربية بعضا من خسائرها المسجلة خلال أواخر سنة 2008 و بداية 2009 بفعل تداعيات الأزمةالمالية العالمية، حيث استطاعت البورصة المصرية تحقيق نمو بأكثر من 35 في المائة و البورصة السعودية بحوالي 27 في المائة، وتكبدت بورصة الدارالبيضاء ثاني انخفاض سنوي متتالي لها بحوالي 5 في المائة، بعد التقهقر الذي عرفته سنة 2008 بأكثر من 13 في المائة . انخفاض مؤشرات سوق القيم بالدارالبيضاء في 2009 تقابله خسارة كبيرة في رسملة البورصة بأكثر من 22 مليار درهم، حيث ابتدأت السنة برسملة فاقت 531 مليارا وانتهت في 31 دجنبر بأقل من 509 ملايير درهم . 2009 كانت سنة التراجعات في كل شيء بالنسبة لبورصة الدارالبيضاء، انهارت المؤشرات إلى ما دون 4.92 في المائة لمازي وناقص 6.58 لماديكس، ولم تلج أي شركة جديدة خلال سنة كاملة، رغم أن رئيس مجلس إدارة بورصة الدارالبيضاء، عمر يدار ، كان قد صرح ل«المساء» خلال شهر أبريل الماضي، أن هناك شركات ترغب في الولوج إلى السوق لكنها تتحين الظرف المناسب لذلك، لكننا رأينا العكس حيث عرفت 2009 حذف أسهم شركة التأمينات «المغربية للحياة» من التداول ليصبح عدد الشركات المدرجة بالبورصة 76 شركة بدل 77 التي ابتدأت بها سنة 2009 . قطاع السلفات كان أكبر الخاسرين داخل البورصة خلال السنة التي ودعناها، حيث عرف سهم «دياك سلف» أقوى الانخفاضات بأكثر من 35 في المائة فبعد أن ابتدأ السنة بسعر 192 درهما اندحر في 31 دجنبر الماضي إلى 125 درهما، سهم آخر عرف انخفاضا مهما فاق 26 في المائة وهو «صوفاك كريدي» حيث ابتدأ بحوالي 458 درهما في يناير الماضي ليختتم بأقل من 340 درهما حاليا، قطاع توزيع وبيع السيارات كذلك عرف انخفاضا مهما خلال السنة، حيث تكبد سهم «أوطو نجمة» ثاني أكبر خسارة في 2009 بحوالي 32 في المائة من سعر السهم الذي ابتدأ ب 2303 دراهم وأنهى العام بأقل من 1544 درهما أي أنه فقد أكثر من 750 درهما في ظرف 12 شهرا، بالإضافة إلى أسهم شركة «أوطو هول» التي انخفضت بحوالي 16 في المائة، وبالنسبة لقطاع العقار جاء سهم «الشركة العامة العقارية» في المقدمة بفقدانه لأكثر من 22 في المائة من سعر سهمه حيث ابتدأ سنة 2009 بحوالي 2115 درهما لينهي السنة بأقل من 1631 درهما، بينما عرفت كل من أسهم شركة «الضحى» و«اليانس للتطوير العقاري» ارتفاعات طفيفة لم تتعد 6 في المائة. 43 شركة من ضمن 76 المسومة بالبورصة عرفت ارتفاعات في 2009، حيث حققت أسهم شركة «براسري المغرب» أقوى ارتفاعات السنة بأكثر من 132 في المائة، وربح سعرالسهم حوالي 2000 درهم في ظرف سنة، ثم في الرتبة الثانية جاء سهم «ستيام» الذي ربح أكثر من 86 في المائة حيث انتقل سعره من 498 درهما إلى 929 درهما حاليا . ويبدو أن بورصة الدارالبيضاء ستنتظر ما أعلن عنه صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، خلال افتتاح المناظرة التي أقيمت في أكتوبر الماضي حين أشار إلى أن استراتيجية 2009 – 2015 تروم تنمية السوق المالي وإعلانه عن 3 أهداف أهمها زيادة العرض من رأس المال لبلوغ 150 شركة مدرجة بحلول سنة 2015 مقابل 76 حاليا، وزيادة الطلب على رؤوس الأموال عبر تطوير جاذبية البورصة لدى المستثمرين الذاتيين لبلوغ 500 ألف مستثمر بحلول 2015 بدل 150 ألف الحالية، والهدف الثالث تحفيز نشاط وحجم المبادلات مع التطلع إلى تسجيل ارتفاع يتراوح ما بين 40 و50 في المائة في السيولة، واعتبر في الأخير أن أزمة الثقة التي مر منها السوق المغربي مؤخرا هي أزمة نمو في سوق أعمال لم يستكمل بعد دوره في تمويل الاقتصاد.