بينما كانت البورصات العالمية تستعيد عافيتها خلال أولى حصص السنة الجديدة، سجلت بورصة الدارالبيضاء أقوى انخفاض لها منذ ثلاثة أشهر، وانضاف تلون سوق القيم باللون الأحمر، خلال يوم الجمعة 2 يناير 2009، بفقدانه لأكثر من 20 مليار درهم كرسملة للبورصة في يوم واحد، وهو ما يجعل الترقب سيد الموقف إلى حين بداية الإعلان عن نتائج الشركات المسومة بالبورصة خلال الثلاث أشهر المقبلة وكذا ولوج شركات جديدة لسوق القيم رغم الاعلان المسبق لرجل الأعمال «ميلود الشعبي» عن قراره بعدم ولوج شركات مجموعته إلى البورصة خلال هذه السنة. وإذا كانت البورصة قد فقدت 20 مليار درهم في يوم واحد، فإنها فقدت 55 مليار درهم من رسملتها خلال 2008، حيث ابتدأت السنة برسملة فاقت 586 مليارا وانتهت في 31 دجنبر بأقل ب531 مليار. 2008 كانت سنة التراجعات في كل شيء بالنسبة لبورصة الدارالبيضاء، انهارت المؤشرات إلى ما دون 13.48 في المائة لمازي وناقص 13.41 لماديكس، رغم تكهنات المحللين بارتفاعها إلى 15 في المائة بل منهم من ذهب إلى 20 في المائة، ولم تلج سوى 5 شركات جديدة خلال سنة كاملة، رغم أن آفاق مسؤولي البورصة كانت تشير إلى 10 شركات، ولأول مرة انسحبت شركة من ولوج سوق القيم في آخر لحظة رغم إعلانها المسبق عن تاريخ أيام الاكتتاب وسعر السهم يتعلق الأمر بشركة «طراريم» . قطاع تكنولوجيا المعلومات كان أكبر الخاسرين داخل البورصة في 2008، حيث عرفت كل أسهم القطاع انخفاضات مدوية، يتقدمهم سهم شركة «أش.بي.اس» بأكثر من 62 في المائة فبعد أن ابتدأ السنة بسعر 1477 درهما اندحر في 31 دجنبر الماضي إلى 570 درهما أي أنه فقد أكثر من 900 درهم في ظرف 12 شهرا، نفس النسبة اكتوى بها سهم «ميكروداتا» الذي ولج للبورصة في أواخر 2007 وعرف السهم منذ ولوجه انخفاضات متتالية وخسر فقط في 2008 أكثر من 600 درهم في السهم، إذ انتقل من 959 درهما في فاتح يناير 2007 ليصل الآن أقل من 356 درهما، سهم شركة «انفوليس» المتخصصة في المعلوميات فقد عرف هو الآخر انخفاضا فاقت نسبته 58 في المائة، وكذا الشأن بالنسبة لسهم «ماطيل» الذي فقد 52 في المائة وسهم «ام.2.ام» الذي هوى بنسبة 41 في المائة، وبذلك تكون جميع أسهم شركات قطاع المعلوميات المسومة بالبورصة قد عرفت أقوى الانخفاضات خلال السنة التي ودعناها. أما بالنسبة لباقي القطاعات عرفت أسهم الشركة المتخصصة في البيتروكيماويات «سنيب» خسائر كبيرة فاقت 63 في المائة وانتقل سعر السهم من 1329 درهما بداية هذه السنة إلى 489 درهما آخر شهر دجنبر 2008، وبذلك يكون السهم قد فقد 840 درهما، وبالنسبة لقطاع العقار جاء سهم «الضحى» في المقدمة بفقدانه لأكثر من 40 في المائة من سعر سهمه مبتعدا بفارق كبير أمام أسهم «أليانس للتطوير العقاري» التي فقدت سوى 24 في المائة وعرفت «الشركة العامة العقارية» أقل الخسائر بالنسبة للقطاع بنسبة 8 في المائة. 14 شركة فقط من ضمن 77 المسومة بالبورصة عرفت ارتفاعات في 2008، تتقدمهم أسهم شركة «كوزيمار» بنسبة 39 في المائة، ثم أسهم «لوسيور كريستال» 28 في المائة، و»أفريقيا غاز» 26 في المائة، أما باقي الشركات فارتفاعات أسهمها كانت ضعيفة ولم تجاوز 10 في المائة لسهم «برانوما» و»المركزية للحليب» بأقل من 2 في المائة. وسجل آخر تقرير أصدرته بورصة الدارالبيضاء أن الثلاث أشهر الأخيرة من سنة 2008 عرفت أقوى الانخفاضات في المؤشرين حيث فقد مازي 12 في المائة ومادكس 11.70 في المائة،بينما بلغ حجم التداولات في الدورة الرابعة من السنة أكثر من 91 مليار درهم، أغلبها بسوق الكتل بحوالي 40 مليار درهم ثم السوق المركزي بما يناهز 37 مليار درهم. أقوى ارتفاعات الدورة الأخيرة سجله سهم «المغربية للحياة» بنسبة 28 في المائة نتيجة عملية شراء كل أسهم «المغربية للحياة» من طرف بنك»الشركة العامة» و»صوجيكاب» الماسهمين الرئيسيين في الشركة المتخصصة في التأمينات، حيث فضلوا سحب أسهم الشركة البالغ عددها 237 ألف سهم بسبب فشل عملية التقارب مع البنك الشعبي المركزي أواخر سنة 2007، الشيء الذي جعل سعر السهم بالبورصة يتهاوى منذ نونبر 2007، حيث انتقل من 360 درهما إلى 194 درهما حاليا، وحتى لا تتضرر مصالح المستثمرين الصغار المالكين لأسهم «المغربية للحياة» بالبورصة فقد تم رفع سعر شراء السهم إلى 350 درهما كما أشار إلى ذلك مجلس أخلاقيات القيم المنقولة.