بانتهاء شهر نونبر تكون خسائر بورصة الدارالبيضاء قد تفاقمت، حيث وصلت النسبة إلى حوالي 21 في المائة خلال الثلاثة أشهر الماضية، بعد أن فقدت 10 في المائة في شتنبر و7 في المائة في أكتوبر ثم 4 في المائة خلال نونبر المنصرم .وبذلك يشكل تطور البورصة، خلال هذه السنة، قطيعة مع السنين الخمس الماضية، عندما ارتفعت المؤشرات إلى مستويات قياسية، حيث بلغت السنة الماضية مثلا 34 في المائة، مما جعلها تصنف ضمن البورصات الأكثر غلاء في المنطقة، أما هذه السنة فيبدو أن تحليلات كل من «بي.ام.سي.او.كابتال» أو «التجاري انترميدياسيون» في بداية السنة الحالية بكون البورصة ستسجل ارتفاعا في 2008 بحوالي 15 في المائة، قد انعكست ليصبح الارتفاع انخفاضا بأكثر من 15 في المائة، حيث سجل مؤشر ماز، الذي يعكس أداء جميع الأسهم المدرجة انخفاضا في أدائه السنوي بحوالي 12.41 في المائة إلى حدود الآن، ونفس الأمر بالنسبة لمؤشر ماديكس، الذي يعكس أداء الأسهم الأكثر نشاطا بالبورصة، الذي هوى ب12.59 في المائة . شركات الوساطة المالية أصبحت تحجم منذ انخراط البورصة في الانخفاضات المتوالية بداية شهر يونيو الماضي، عن إعطاء تحليلات لآفاق مؤشرات سوق القيم وهل سترتفع أم ستنخفض خلال هذه السنة، حيث اكتفت «بي.ام.سي.او.كابتال» مؤخرا بالقيام بدراسات تحليلية لبعض الأسهم، ونصحت المستثمرين بشراء سهم «الضحى» إلى غاية 195 درهما نظرا للركائز الاقتصادية الجيدة للشركة العقارية، كما نصحت بالاحتفاظ بسهم «تيمار» بالمحافظ حيث من المتوقع أن يرتفع السهم في المستقبل . أما بنك «الشركة العامة» و«صوجيكاب» الماسهمان الرئيسيان في «المغربية للحياة» ففضلوا سحب أسهم الشركة المتخصصة في التأمينات والبالغ عددها 237 ألف سهم، ربما بسبب فشل عملية التقارب مع البنك الشعبي المركزي أواخر السنة الماضية، الشيء الذي جعل سعر السهم بالبورصة يتهاوى منذ نونبر 2007، حيث انتقل من 360 درهما إلى 194 درهما حاليا، ومن المتوقع أن يؤشر دركي البورصة خلال الأيام القادمة على موافقته للعرض العمومي المقدم من طرف الشركتين المالكتين لأسهم «المغربية للحياة» من أجل شراء كل أسهم الشركة. مجلس أخلاقيات القيم المنقولة بالبورصة نشر، خلال الأسبوع الفارط، إحصائيات حول معاملات المستثمرين ببورصة الدارالبيضاء خلال هذه السنة، حيث ارتفعت نسبة المستثمرين الطبيعيين الأجانب بحوالي 9 نقط، إذ لم تكن نسبتهم تتعدى 10 في المائة من حجم التداولات بالبورصة خلال الربع الأول من السنة الحالية، وانتقلت إلى 19 في المائة في آخر شتنبر الماضي، وهو ما عزاه بعض المراقبين إلى الأزمة المالية العالمية والتي خلقت نوعا من السيولة لدى المستثمرين الأجانب وتفضيل بعضهم استثمارها في المغرب، بالمقابل تقلص عدد المستثمرين الذاتيين المغاربة من 30 في المائة، خلال الربع الأول، لينخفض إلى 22.4 في المائة في الربع الثالث، ونفس الشيء بالنسبة للأشخاص الذاتيين الأجانب وكذا الأشخاص الطبيعيين المغاربة. حجم التداولات خلال آخر أسبوع من شهر نونبر كان لا بأس به وبلغ 3.4 ملايير درهم يتقدمهم سهم «الضحى» بأكثر من مليار درهم، ثم سهم «الشركة العامة العقارية» بحوالي 438 مليون درهم . أما أقوى ارتفاعات شهر نونبر الذي ودعناه فكان من نصيب سهم «لابيل في» بحوالي 13 في المائة ثم سهم «مصرف المغرب» 12 في المائة و»الشركة العامة العقارية» 8 في المائة، ولم تتمكن سوى 15 شركة من التلون بالأخضر خلال الشهر المنصرم، وبالمقابل عرف سهم «بيرليي المغرب» أقوى انخفاضات الشهر بأكثر من 27 في المائة، حيث انتقل سعره من 340 درهما بداية الشهر إلى 246 درهما حاليا، ولم يسلم سهم «أش.بي.اس» من الاندحار حيث انخفض بحوالي 23 في المائة رغم أن الشركة تسجل نتائج سنوية ونصف سنوية جيدة.