رغم إعلانها لنتائج جيدة، سواء المتعلقة بسنة 2007 أو الخاصة بالنتائج الدورية خلال 2008، إلا أن أسهم شركات تكنولوجيا المعلومات تكبدت خلال هذه السنة التي نودعها أكبر خسائر بورصة الدارالبيضاء، حيث عرف سهم «أش.بي.اس» أقوى انخفاضات السنة بأكثر من 62 في المائة، فبعد أن ابتدأ السنة بسعر 1477 درهما اندحر الآن إلى 571 درهما أي أنه فقد أكثر من 900 درهم في ظرف شهرين، متبوعا بسهم «ميكروداتا» الذي ولج للبورصة في أواخر 2007 حيث عرف السهم منذ ولوجه لانخفاضات متتالية وخسر فقط سنة 2008 ما مجموعه 588 درهما في السهم، إذ انتقل من 959 درهما في فاتح يناير 2007 ليصل الآن إلى أقل من 371 درهما، سهم شركة «انفوليس» المتخصصة في المعلوميات عرف هو الآخر انخفاضا فاقت نسبته 55 في المائة، وكذلك الشأن بالنسبة لسهم «ماطيل» الذي فقد 53 في المائة وسهم «ام.2.ام» الذي انخفض بنسبة 38 في المائة، وبذلك تكون جميع أسهم شركات قطاع المعلوميات المسومة بالبورصة قد عرفت أقوى الانخفاضات في 2008. أما بالنسبة لباقي القطاعات فقد عرفت أسهم الشركة المتخصصة في البيتروكيماويات «سنيب» خسائر كبيرة فاقت 58 في المائة وانتقل سعر السهم من 1329 درهما بداية هذه السنة إلى 552 درهما، الجمعة الفارط، وبذلك يكون السهم قد فقد 777 درهما، وبالنسبة لقطاع العقار جاء سهم «الضحى» في المقدمة بفقدانه لأكثر من 38 في المائة من سعر سهمه مبتعدا بفارق كبير عن أسهم «أليانس للتطوير العقاري» التي لم تفقد سوى 23 في المائة و»الشركة العامة العقارية» بنسبة 11 في المائة. 12 شركة فقط عرفت ارتفاعات لا بأس به في 2008، تتقدمهم أسهم شركة «كوزيمار» بنسبة 39 في المائة، ثم أسهم «لوسيور كريستال» 28 في المائة، و»أفريقيا غاز» 20 في المائة. وعلى بعد حصتين فقط من نهاية السنة، اندحر مؤشر بورصة الدارالبيضاء من جديد إلى ما دون 3 في المائة، فرغم الارتفاعات المتتالية التي عرفتها المؤشرات خلال الأسابيع الثلاث الأولى لشهر دجنبر، إلا أن الأسبوع المنصرم سجل تراجعا مهما بنسبة 3.08 في المائة لمازي و أكثر منه بقليل لمؤشر ماديكس الذي هوى بنسبة 3.11 في المائة، ليعمق بذلك خسائر البورصة التي تكبدتها منذ شهور خلت، حيث عزى عدة مراقبين هذا الانخفاض بعد 3 أسابيع من الارتفاعات المهمة التي وصلت إلى أكثر من 11 في المائة، إلى المضاربين الذين استغلوا فرصة شراء أسهم رخيصة بعد شهر نونبر الماضي، ليستفيدوا من ارتفاعات شهر دجنبر، وعدم الاستقرار هذا لا زال ينعكس على الأداء السنوي الذي سجل تراجعا على بعد حصتين فقط من نهاية السنة، حيث لا زال اللون الأحمر يخيم على المؤشرين بناقص 13.80 في المائة لمؤشر مازي، الذي يعكس أداء جميع الأسهم المدرجة، ونفس الأمر بالنسبة لمؤشر ماديكس الذي يعكس أداء الأسهم الأكثر نشاطا بالبورصة، الذي هوى ب13.97 في المائة. الرسملة السوقية هي الأخرى تأثرت بالاندحار الذي عرفته البورصة خلال 2008، حيث انتقلت من 586 مليار درهم في آخر 2007 بنمو فاق 40 في المائة مقارنة بسنة 2006، في حين ستنتهي هذه السنة بانخفاض مدوّ، حيث لم تتعدا قبل حصتين من نهاية السنة 531 مليار درهم أي أن 55 مليار درهم هي مجمل خسائر الرسملة السوقية بسوق القيم المغربي خلال سنة 2008.