قال «فادي خلف» أمين عام اتحاد البورصات العربية إن 45 في المائة من الثروات تبخرت جراء الأزمة العالمية الحالية، وانخفضت الرسملة السوقية للبورصات في العالم خلال سنة 2008 من 62.7 تريليون دولار أواخر 2007 إلى 32.5 تريليون دولار في آخر عام 2008، أي بحوالي 30 تريليون دولار في سنة واحدة . وأضاف في كلمته التي ألقاها خلال انعقاد الاجتماع السنوي لاتحاد البورصات العربية الذي افتتح بالدارالبيضاء أول أمس الأربعاء، أن البورصات العربية تأثرت بنسب متفاوتة وفقدت حوالي 600 مليار دولار منذ بداية العام الماضي وحتى اليوم، وزاد انخفاض مؤشر الأسواق العربية على المتوسط العالمي بأكثر من 5 في المائة، وذلك لسببين اثنين أولهما لأن الأسواق العربية هي أسواق ناشئة تعرضت كغيرها لتقلبات أكثر حدة من تلك التي تشهدها البلدان المتطورة، ثم تأثر الأسواق العربية بشكل مباشر بانخفاض أسعار النفط حيث إن معظم اقتصاديات بلدان الخليج العربي لا زالت تعتمد بنسب كبيرة على العائدات النفطية. وعن سؤال «هل كان باستطاعة الأسواق العربية تفادي الأزمة» أجاب «فادي» بالنفي، وبرر ذلك بأن الرسملة السوقية لكافة الأسواق في العالم ارتفعت ما بين 1997 و2007 بنسبة 147 في المائة، فيما اقتصر ارتفاع الناتج القومي العالمي للفترة عينها على 81 في المائة، وبالتالي قاربت نسبة ارتفاع أسعار الشركات ضعفي نسبة إنتاجيتها فكان لا بد من حركة ارتدادية قاسية تعيد أسعار الأسهم إلى مستويات أكثر عقلانية على الصعيد العالمي أجمع ولم تكن الأسواق العربية بمعزل عن هذه الظاهرة. وأوضح أن هناك العديد من الأقاويل التي تؤكد أن الأزمات تأتي لتطهير السوق من الشوائب وقد شهد العالم ما بين سنتي 1982 و 2007 فترة ربع قرن من النمو العالمي بالرغم من بعض الأزمات، وترافق هذا النمو مع حالات من الجشع واقتحام المخاطر غير المجدية من قبل القيمين على العديد من الشركات، وهو ما ندفع ثمنه باهظا للعودة والانطلاق على أسس جديدة، فلا بد، حسب «فادي»، من «أخذ العبر من هذه الأزمة الحالية لكي لا ندفع الثمن مرتين» . وأنهى «فادي خلف» كلمته بنفحة أمل كما سماها، حيث يستبشر خيرا بما توصلت به مجموعة العشرين في اجتماعها بداية هذا الشهر، بشأن ضخ أموال جديدة لإعادة إنعاش أسواق رأس المال، إذا ما ترافقت مع إصلاحات جدية في القطاعين المالي والمصرفي. من جانبه أوضح كريم حجي مدير عام بورصة الدارالبيضاء، أن سوق القيم المغربي سجل حصيلة إيجابية منذ سنة 2000، حيث ولجت أكثر من 32 مقاولة صغيرة وكبيرة للبورصة في الفترة ما بين 2000 و 2008، وتعدى الناتج الصافي للشركات المدرجة 27 مليار درهم في 2007 وتم توزيع 18 مليار درهم ربيحات لحاملي الأسهم، كما تطورت الرسملة السوقية من 116 مليار درهم سنة 2003 إلى أكثر من 500 مليار درهم حاليا، وبلغت حصيلة ولوج الشركات بالبورصة أكثر من 48 مليار درهم ما بين 2004 و 2008 عن طريق رفع رأسمال أو بيع أسهم، وذلك نتيجة عمليات الخوصصة وتشجيع ولوج الشركات للبورصة عبر تحفيزات ضريبية . وقال إن مستوى رسملة الأسواق العربية متقاربة باستثناء السوق المالي السعودي الذي تفوق رسملته 246 مليار دولار متبوعا بالسوق المصري 85 مليار دولار ويأتي المغرب ثالثا، واعتبر أن الفرصة متاحة الآن لتوحيد الجهود وتعزيز الشركات فيما بين البورصات العربية وكذلك التفكير في خلق تجمعات قادرة على منافسة الأسواق العالمية الأخرى . هذا ووقعت على هامش التظاهرة اتفاقية شراكة ما بين بورصة الدارالبيضاء وبورصة مصر، موضوعها تبادل المعلومات الإستراتيجية وتطوير تنافسية كل من السوقين الماليين، وأكد ماجد شوقي سوريال، رئيس بورصة مصر، أن أول اتفاق شراكة بين البلدين كان منذ 2004 بهدف بناء التعاون بين البورصتين من أجل اجتذاب المستثمرين المؤسساتيين الدوليين والحفاظ على وفاء المستثمرين المحليين، وتهدف الاتفاقية الجديدة إلى تطوير الأجهزة التقنية وتحسين القدرة التنافسية لكلا السوقين، مع ضمان تبادل المعلومات بين الطرفين لتعزيز الكفاءات. تجدر الإشارة إلى أن اتحاد البورصات العربية تأسس سنة 1978 بهدف تعزيز وتطوير علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين المؤسسات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار العربي، واتخذ الاتحاد مدينة بيروت بلبنان كمقر له، ويتكون الاتحاد من 15 سوقا ماليا عربيا بعد التحاق البورصة السعودية سنة 2008، و 6 شركات مركزية للمقاصة والإيداع .