يبدو أن تحالف حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي بعدد من مجالس المدن لم يصمد أمام الخلافات الجوهرية التي تميز علاقة الحزبين على المستوى الوطني. وأكدت مصادر متطابقة أن التحالف بين الحزبين قريب من السقوط في مدن العرائش وتطوان والشاون، وهي مجالس كان عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، وإدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للاتحاد، قد سهرا على تشكيلها بُعيد انتخابات يونيو الماضي. في مجلس مدينة العرائش، قرر المستشارون الاتحاديون الخروج من الفريق المتحالف الذي يضم حزبي العدالة والتنمية والاستقلال، وقال مشيج القرقري، عضو المجلس الوطني للاتحاد والنائب الأول لرئيس المجلس البلدي: «إننا فوجئنا بعد انتخاب رئيس المجلس من العدالة والتنمية بتدبير الشأن اليومي بشكل منفرد»، وأضاف، في تصريح ل«المساء»: «إن لمستشاري الحزب عقلية شمولية تقصي الآخر ولا تقبل به». وأكد مصدر آخر أن الأمانة العامة للعدالة والتنمية تدخلت لرأب الصدع بين مستشاري حزبها بتطوان، حيث يرأس الحزب المجلس البلدي، وبين باقي المستشارين المنتمين إلى الاتحاد الاشتراكي، بيد أن سقوط التحالف بهذه المدينة أصبح وشيكا، ولاسيما بعد رفض ثلاثة مستشارين اتحاديين العودة إلى الفريق المسير من جديد والذهاب إلى حد فتح باب التنسيق مع حزب التجمع الوطني للأحرار ليرأس الأخير المجلس، وهو ما يوشك أن يحدث بقرب عودة رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، إلى رئاسة المجلس من جديد. وفي المجلس البلدي للشاون، لا تختلف الأمور عنها في مجلسي العرائش وتطوان، يقول مصدر «المساء»، ويضيف أن «الاختلافات الجوهرية» بين الحزبين طفت على السطح بعد أن منح الاتحاد رئاسة المجلس للعدالة والتنمية وأطاح بسعد العلمي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الحليف التقليدي للاتحاد. وعزا مصدر «المساء» تفجر التحالفات في مجالس المدن بين الاتحاد والعدالة والتنمية إلى مساطر تتعلق بتفويض توقيع رؤساء هذه المجالس، المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية، وهو ما قد يطيح بتحالفات الحزبين قريبا.