نزلت قيادتا حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي بثقليهما لتنحية رشيد الطالبي العلمي، الوزير السابق، من عمودية مدينة تطوان، والإطاحة بسعد العلمي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، من رئاسة المجلس البلدي لشفشاون. وعلمت «المساء» بأن تدخلات مسؤول بوزارة الداخلية لم تثن منتخبي الاتحاد الاشتراكي عن التصويت لفائدة مرشح حزب العدالة والتنمية عوض الطالبي العلمي. وذكرت مصادر مطلعة أن هذا الأخير ظل يرابط بالعاصمة الرباط خلال الأسبوع الماضي للوصول إلى صيغة توافقية مع قيادة الاتحاد الاشتراكي، ممثلة في إدريس لشكر، غير أن ذلك لم يتم أمام إصرار القيادي الاتحادي على دعم الإسلاميين لعمودية تطوان. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، والقيادي مصطفى الرميد قضيا ليلة بيضاء يوم الجمعة مع منتخبي الحزب بأحد فنادق مدينة تطوان للحفاظ على موقف موحد في التصويت. وفي مقابل ذلك، أخل مستشاران من حزب العدالة والتنمية بالتحالف الذي كان يفترض أن يقود محمد أشبون، مرشح الاتحاد الاشتراكي، إلى رئاسة المجلس البلدي بمرتيل، ولم يلتزما باتفاق قيادة حزبهما، حيث غلّبا ما أسمته مصادرنا ب«أسباب شخصية» على التوجه العام للحزب الذي يقضي بدعم الاتحاد لرئاسة المجلس. وفاز مرشح الحزب الليبرالي برئاسة المجلس البلدي بأصوات 16 منتخبا، منها اثنان للإسلاميين، فيما قاطع أشبون اجتماع تشكيل المجلس، رغم أن اتفاقا أبرم بين قيادتي حزبي الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية يقضي بالالتزام بالإطاحة برشيد الطالبي في تطوان وبتنحية سعد العلمي في شفشاون مقابل انتخاب أشبون في مرتيل. واستغرب قيادي اتحادي، في اتصال أجرته معه «المساء»، موقف منتخبي حزب العدالة والتنمية من ترشيح محمد أشبون لرئاسة مجلس مرتيل، وقال: «إن حزب العدالة والتنمية أخل بالاتفاق»، وذكر أن الملاحظة ذاتها سجلت في تشكيل مجلسي تارودانت وصفرو، معتبرا أن هذا السلوك سيجعل الاتحاد يفكر في المستقبل «أكثر من مرة» قبل إبرام تحالفات مع الإسلاميين. وفي سياق متصل، فاز آيت سي مبارك السرغيني، مرشح حزب العدالة والتنمية برئاسة مجلس بلدية العرائش، بدعم من منتخبي حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، حيث انتخب الاتحادي مشيج القرقري، نائبا أول للرئيس المنتخب.