أخلف عبد المالك أبرون، رئيس المغرب التطواني لكرة القدم وعده بمغادرة كرسي الرئاسة، وقرر في الجمع العام العادي الذي عقده الفريق أول أمس السبت بمدينة تطوان الاستمرار لولاية جديدة تمتد لأربع سنوات. عقب الخسارة المدوية للفريق التطواني أمام مازيمبي الكونغولي بخماسية نظيفة وإقصائه من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية تزايدت احتجاجات الجمهور التطواني على المستوى المتواضع الذي ظهر به الفريق، خصوصا أن هذا الجمهور لم يستسغ أن يتم التفريط في أجود لاعبي الفريق، في وقت مازال التنافس مفتوحا بشدة على الواجهة الإفريقية، لذلك لم يترد الجمهور في دق ناقوس الخطر، وفي أن يقول بصوت مرتفع «اللهم إن هذا منكر»، خصوصا بعد الاتهامات التي وجهت للمكتب المسير الفريق وتوقيف ثلاثة من أعضائه بلومومباشي تحت ذريعة محاولة شراء ذمة حكم مباراة المغرب التطواني ومازيمبي. في خضم ذلك، خرج عبد المالك أبرون رئيس الفريق بتصريحات صحفية، أعلن فيها مغادرته لكرسي الرئاسة، مشددا على أنه ليس مقبولا أن تكال له الشتائم، هو الذي حسب قوله خدم الفريق لعشر سنوات، وقاده لتحقيق الألقاب، بل وصنع له اسما داخل المغرب وخارجه. ورغم أننا لم نتعامل في «المساء» مع تصريحات أبرون بجدية، وكنا سباقين للإشارة إلى أن الرجل لن يرحل، وأنه سيستمر في رئاسة الفريق لولاية جديدة، وأن استقالته شبيهة بالاستقالة التي تقدم بها قبل سنوات، إلا أن ما وقع يطرح سؤال المصداقية، فأبرون ليس أول ولا آخر رئيس يعلن عن استقالة مزعومة، ثم يستمر في مكانه دون أن يتزحزح منه. والسؤال لماذا اختار أبرون عن سبق إصرار وترصد الإعلان عن استقالته، هو الذي لم يكن يتردد في التأكيد للمحيطين به أنه لن يغادر وأنه باق في الفريق، ولماذا الإصرار على مثل هذا الاستفزاز السمج، والتحايل على المتتبعين والجمهور، ولماذا مازالت هناك طينة من المسيرين لا تحترم نفسها ولا تحترم المشهد الكروي ولا روح المسؤولية، ألا يشكل ذلك أرضية خصبة للشغب. ولمكر الصدف، فإن هذا حدث بتزامن مع البلاغ الذي أصدرته الجامعة والذي دقت فيه ناقوس الخطر بخصوص الشغب، داعية المسيرين إلى الالتزام بمسؤولياتهم ومحاربة الشغب. ثم على من يضحك أبرون، عندما يقول إن الفريق ضحية لحسابات السياسيين، أليس هو من أدخل المغرب التطواني وسط هذه المتاهة عندما دفع بابنه أشرف للارتماء في أحضان حزب الاستقلال وترشح في الانتخابات الجماعية، إذ أنه اليوم نائب ثاني لرئيس الجماعة الحضرية بتطوان، ثم أليس أبرون هو الذي حول فريقه إلى مجال خصب لممارسة السياسة، إذ يكفي إلقاء نظرة على لائحة المكتب المسير ليفهم الجميع حقيقة مايجري، ويكفي أن أبرون أجل الجمع العام إلى ما بعد إجراء الانتخابات الجماعية. إذا كان أبرون يريد الاستمرار في رئاسة المغرب التطواني، فقد كان عليه أن يفعل ذلك دون القيام بمثل هذه المناورات، خصوصا أنه سواء اتفقنا أو اختلفنا مع الرجل فإن وضعية الفريق تغيرت وأحرز ألقابا مهمة وتحول إلى رقم صعب في البطولة في السنوات الأخيرة، ولذلك، وبما أنه يريد الاستمرار فقد كان عليه أن يفعل ذلك من الباب الكبير، لا أن يعلن المغادرة ثم يعود من النافذة إلى كرسي الرئاسة. مثل هذه الممارسات تلقي بظلال سلبية على الفريق وعلى المشهد الكروي، خصوصا أن رئيس المغرب التطواني هو في الوقت نفسه نائب لرئيس الجامعة، فإلى متى سيستمر هذا الضحك على الذقون، وألم يدرك أبرون ومعه بقية المسيرين أن هناك وعيا متزايدا اليوم، وأن مثل هذه المسرحيات لا يمكن أن تقنع حتى الأطفال فما بالك بالمتتبعين للشأن الرياضي.. لله في خلقه شؤون.