أكدت مصادر مطلعة ل«المساء» أن مرض الجمرة الخبيثة بات يهدد قطيع الأغنام والأبقار على بعد أيام من عيد الأضحى، بسبب غياب المراقبة البيطرية بأسواق إملشيل ونواحيها، التي انتشر فيها المرض الفتاك بين السكان خاصة دوار أكدال، الذي عبر مجموعة من سكانه عن استيائهم من الصمت «المطبق» لوزارة الصحة ووزارة الفلاحة. وحسب المصادر نفسها، فإن السكان يواجهون اليوم مصيرهم مع العدوى بمرض الجمرة الخبيثة، في ظل غياب الأدوية، وغياب المراقبة البيطرية للحيوانات، خاصة الأبقار التي قالت وزارة الصحة في بلاغ سابق لها إنها هي سبب الداء. ووسط موجة الخوف والهلع المنتشرة وسط سكان املشيل خوفا من العدوى، أكدت مصادر محلية أن دائرة املشيل مهددة بانتشار المرض، باعتبارها منطقة منسية، لا تتوفر على طبيب بيطري رغم تعيينه، إلا أنه لم يرد الالتحاق وسط تكتم السلطات، بسبب طبيعة المنطقة الجبلية، التي يرفض الأطباء البياطرة الالتحاق والعمل فيها. وفي ظل غياب الطبيب البيطري، فإن المصادر ذاتها أكدت أن الأسواق تباع فيها الأضاحي دون وجود للطبيب البيطري والذبيحة السرية منتشرة في الإقليم والمجازر تفتح أبوابها وتبيع اللحوم للعموم دون أدنى مراقبة، إذ إن المراقبة البيطرية للمنطقة، تضيف مصادرنا، تكون في الفترة التي تشهد فيها املشيل موسم الخطوبة فقط، وهو ما يزيد من احتمال ارتفاع عدد المصابين بهذا المرض الفتاك واحتمال انتقاله إلى باقي المناطق، بسبب انعدام المراقبة البيطرية بالأسواق التي تباع فيها الأضاحي. وفي الوقت الذي لازال مرض الجمرة الخبيثة يفتك بعدد من المواطنين، فإن السكان يؤكدون أن وزارة الصحة لم تستجب لاستغاثتهم بإرسال قافلة طبية أو لجنة طبية لعلاج المرضى وتوفير الأدوية. وفي سياق تطور المرض وانتشاره، أوضح قريب سعيد أيت موت، وهو أحد المصابين بالمرض، المهدد ببتر أصبعه، أن المصاب رفض عملية البتر وعاد إلى بيته بدوار أكدال، بعدما تجرع مرارة الانتظار لأسابيع، حيث نقل في البداية إلى المستشفى الإقليمي بميدلت، ولم يتم استقباله لخطورة حالته، لينقل فيما بعد إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية وعندها فوجئ بخبر البتر، يضيف قريب المصاب ل»المساء»، الذي لم يتقبله ورفض إجراءه، خاصة أن المشرفين على حالته لم يقوموا بأي صورة إشعاعية لليد المصابة للتحقق من قرار القطع، ولم تجر له التحاليل اللازمة. وأوضح المتحدث أن سعيد أيت موت خائف من انتشار المرض الجلدي في باقي جسده، وأن يصبح مهددا ببتر يده، لهذا فهو يطالب الوزارة بالتدخل العاجل لإنقاذه وإنقاذ باقي المصابين.