حاصر مرض الجمرة الخبيثة المعدي سكان جماعة أكدال التابعة لدائرة إملشيل، وأصابهم بموجة هلع شديد خوفا من إصابتهم بالمرض الجلدي، الذي ارتفع عدد المصابين به حسب شهادات السكان إلى أكثر من 17 مصابا دون أمل في العلاج بسبب النقص الحاد في الأدوية. وحسب ما أدلت به مصادر من السكان ل«المساء»، فإنه بمجرد ظهور المرض قامت وزارة الصحة بحملة إعلامية للتبليغ عن هذا الداء الفتاك، حيث زار فريق طبي المنطقة وأجرى فحوصات للسكان لكن، تضيف، بمجرد انتهاء ذلك ظل السكان يتجرعون مرارة الألم وهم يرون بأم أعينهم المرض يفتك بأجسادهم، خاصة الأرجل والأيدي، مما قد يعرضها للبتر كحالة أحد المرضى، الذي تقول المصادر ذاتها إنه تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى بميدلت بعد تدهور حالته ليتقرر نقله إلى المستشفى الإقليمي بالرشيدية، من أجل قطع ذراعه المصابة. وأضافت المصادر ذاتها أن حالة الخوف لا زالت مخيمة على نفوس سكان جماعة أكدال ونواحيها، خشية انتشار المرض، الذي لم تعرف أسبابه إلى حد الساعة، خاصة أن السكان يؤكدون في تصريحاتهم أن وزارة الصحة لم تحدد لهم سبب المرض، ولم تمنحهم الأدوية اللازمة للعلاج، فمنذ ظهور المرض يضيف أحد سكان أكدال، يتكلف طبيب وممرض بزيارة المنطقة وتسكين آلام جراح المصابين بأدوية بسيطة، لكن دون علاج ودليل ذلك أن جل المصابين لم تتحسن حالتهم بل ازدادت سوءا. وانتقدت مصادر من السكان عدم منح المصابين نتائج التحاليل التي أجريت لهم، كما انتقدت عدم إجراء المصالح البيطرية التابعة لوزارة الصحة أي تحاليل على الأبقار والأغنام لمعرفة السبب الحقيقي للمرض وللحد من انتشاره بين السكان، مؤكدة أن الفلاحين بالمنطقة تكبدوا خسارة كبيرة هذه السنة، بعدما أصبحت رؤوس أغنامهم وأبقارهم مرفوضة في الأسواق، ويمتنع الفلاحون عن شرائها بسبب المرض. وطالب السكان وزارة الصحة بإرسال قافلة طبية تضم أطباء وممرضين، يقومون بإجراء التحاليل للمرضى ويمنحونهم الدواء عوض تركهم يواجهون المرض الفتاك في صمت، مؤكدين انه لولا الحملة الانتخابية لما زارهم أحد ولما اهتم لأمرهم أحد، وذلك راجع في نظرهم إلى خوف الوزارة من انتشار الفوضى في دائرة أكدال التي يفوق عدد سكانها 3000 نسمة. يشار إلى أن وزارة الصحة سبق أن أكدت أن فريقا طبيا زار دائرة املشيل وقام بتشخيص تسع حالات مصابة بمرض الجمرة الخبيثة الجلدي، بسبب الاحتكاك المباشر بالأبقار المصابة بهذا الداء، وأوضحت الوزارة في بلاغها أن المصالح البيطرية والطبية تكلفت بجميع الحالات وقدمت العلاجات الضرورية للمصابين.