أنهى فريق برشلونة الإسباني أسبوعه سعيدا قبل أن يلتحق بمونديال الأندية (الموندياليتو) وفي جعبته انتصار آخر حققه على فريق إسبانيول برشلونة في ديربي أثار الكثير من الجدل حول دعم الحكام للفريق الكاتلاني. وبقدر ما كان أنصار البارصا سعداء بالانتصار في مباراة الديربي الصعبة، إلا أنهم كانوا أيضا أمام سؤال أصعب وهو ما مدى العطف الذي يكنه حكام الدوري الإسباني لهذا الفريق الذي طويلا ما اشتكى من عطف فرانكو على فريق ريال مدريد. ولعب فريق إسبانيول برشلونة مباراة ممتازة وكان على وشك التهديف في أكثر من مناسبة، غير أن حكم المباراة قرر في إحدى لحظات الشوط الأول أن يقوم بما عجز عنه المهاجمون البرصاويون، ومنح البارصا ضربة جزاء وصفتها وسائل الإعلام الإسبانية بأنها «غير موجودة بالمرة». واعترف رئيس برشلونة، جوان لابورتا، بأن فريقه عانى كثيرا من أجل الحصول على النقاط الثلاث للمباراة، وهو ما يجعله يبتعد عن ريال مدريد بالنقطتين السابقتين، بعد انتصار الفريق الأبيض في قلب بلنسية، غير أن لابورتا لم يشر إلى ضربة الجزاء الخيالية، وقال إن المهم هو الحصول على ثلاث نقاط. وشن مسؤولو فريق إسبانيول هجوما لاذعا على الحكم، الذي وصفوه بأنه أهدى المباراة للبارصا على طبق من ذهب. وقال رئيس المكتب المسير للإسبانيول، جوان كوليت، إنه أحس بانفجار داخلي وهو يرى ما فعله الحكم الذي أعلن عن ضربة جزاء بمجرد أن لمس ريح خفيف أذن مهاجم البارصا. وأضاف كوليت ساخرا «ذهبت إلى السينما ولم أذهب إلى الملعب لمشاهدة المباراة لأن أعصابي لا تحتمل، ولأني أعرف أيضا ما يقوم به بعض الحكام لصالح البارصا، وعندما خرجت من السينما وشاهدت اللقطات، صعقت». وأشار كوليت إلى أن المباريات ضد برشلونة في السنوات الأخيرة دائما تجعل فريقه يخسر بسبب الحكام، والجميع يتذكر ما حصل الموسم الماضي عندما أعلن الحكم ضربة جزاء لصالح البارصا في الدقيقة ال 93». وأشار كوليت إلى أن البارصا يتوفر على فريق كبير بلاعبين جيدين، لكن ليس هذا السبب الوحيد الذي يجعلها تنتصر، بل حكام بلا ضمير أيضا». من جانبه اعتبر رئيس فريق برشلونة، جوان لابورتا، الجدل الذي أعقب المباراة مع الإسبانيول «جدلا طفوليا»، وأن فريقه خلق فرصا كثيرة للتسجيل وكان يمكنه أن ينتصر حتى من دون الحصول على ضربة جزاء. وقال لاعب الإسبانيول لويس غارسيا، إن البارصا فريق جيد، لكن هذا لا يعني أنه يجب أن ينتصر دائما حتى بدعم من الحكام، وأن ضربة الجزاء مضحكة، ولو أن لاعبا من فريق متواضع سقط مثلما سقط مهاجم البارصا لأشهر الحكم في وجهه ورقة صفراء عوض أن يمنحه ضربة جزاء. وكان عدد من الصحف الإسبانية طرحت على مواقعها على شبكة الأنترنيت استفتاء للقراء يسأل هل ضربة الجزاء التي أعلنها الحكم لصالح برشلونة عادلة أم لا، فأجاب أزيد من 70 في المائة بأنها ليست ضربة جزاء. الجدل الذي أعقب مباراة برشلونة مع إسبانيول، يعيد مرة أخرى فريق برشلونة إلى الواجهة كواحد من المستفيدين الأساسيين من «أخطاء التحكيم» في الدوري، بعد أن كانت أصابع الاتهام توجه باستمرار إلى فريق ريال مدريد، لأنه فريق العاصمة، إلا أن الواقع الحالي يشير إلى أن فريق برشلونة يستفيد أكثر من أي فريق آخر من عطف الحكام، خصوصا وأن المرحلة التي أعقبت موت الجنرال فرانكو، الذي كان يعطف على ريال مدريد، عرفت ظهور تيار سياسي ورياضي قوي يعطف على فريق البارصا، لذلك فإن الفريقين أصبحا متعادلين اليوم في ما يخص انحياز الحكام لهما. ففي الماضي كان يوجد الجنرال فرانكو الذي يتعاطف مع فريق العاصمة، واليوم يوجد شبح «فرانكو كاتلاني» يتعاطف مع البارصا.