لابورتا جن فرحا لم يصدق رئيس البارصا، خوان لابورتا، نفسه حين انتهت المباراة التي جمعت فريقه وبريال مدريد الأحد الماضي بانتصار صغير بهدف لصفر، وغرق تحت مطر الشمبانيا في حفل خاص أقيم بعد المباراة وهو يغني ويرقص كأنه صعد إلى القمر، بينما قال للصحافة إنه سعيد جدا ويتشفى في وسائل الإعلام التي قالت إن البارصا لا تستحق الانتصار أمام ريال مدريد. لابورتا ظهر في بعض الصور وهو مبلل مثل طفل ويلوح بيديه فرحا وهو يهتف سعيدا بالانتصار، بينما يمسك بيسراه سيجارا كوبيا، ولا يُعرف إن كان السيجار لا يزال صالحا للتدخين أم أنه تبلل بالشمبانيا. رئيس البارصا وصف انتقادات الصحف ووسائل الإعلام لأداء البارصا يوم الأحد الماضي بأنها «مؤامرة إسبانية» ضد فريقه الكاتلاني، وأن أنصار ريال مدريد لا يطيقون رؤية البارصا زعيمة مظفرة لليغا. لابورتا لم ينس أيضا أن يهاجم الذين التقطوا له صورا غريبة وهو يحتفل بالفوز بعد المباراة، بدا فيها وهو يرقص كما لم يرقص من قبل، وفي صور أخرى بدا وكأنه ينقصه بعض النضج اللازم. اللعنة تطارد كاكا عادة ما تنتهي مباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد والبارصا بلعنة معينة تطارد لاعبين معينين. هذه المرة جاء الدور على اللاعب البرازيلي في صفوف ريال مدريد كاكا، والذي لن يلعب مساء هذا السبت ضد فريق ألمرية في الليغا، وربما لن يلعب الأربعاء المقبل مع فريقه ضد مارسيليا الفرنسي في كأس عصبة الأبطال، وإذا استمرت أعطابه على ما هي عليه فقد تضيع عليه مباريات أخرى مقبلة. ويبدو أن فريق ريال مدريد قد اشترى لاعبين على قدر كبير من الهشاشة ويشبهون تحفا من القش، والدليل على ذلك أن كريستيانو رونالدو لم يستطع إكمال مباراة الأحد الماضي أمام برشلونة وغادر الملعب قبل أزيد من نصف ساعة من نهايتها، رغم أن ثمنه يفوق ميزانية دولة إفريقية. وها هو كاكا من جديد يعلن أنه مصاب ولن يلعب المباريات المقبلة، مع أن ثمنه هو أزيد من 60 مليون أورو. ما يجري الآن في فريق العاصمة من أعطاب مستمرة وغريبة هو الذي دفع رئيس الفريق إلى البحث عن لاعبين أكثر صلابة يعزز بهم الفريق في موسم الانتقالات الشتوية. ولا غالب إلا الله. إفريقيا تزعج البارصا لا ينظر مسؤولو فريق برشلونة إلى كأس الأمم الإفريقية، التي ستنظم قريبا في أنغولا بارتياح، لأنها ستحرمهم من عدد من لاعبيهم الأساسيين الذين يشكلون حاليا القوة الضاربة في دفاع وهجوم الفريق. فريق البارصا سيكون عليه الاستغناء عن لاعبيه الأساسيين مثل سيدو كيتا ويحيى توري خلال شهر يناير المقبل ليلتحقا بالمنتخبين المالي والعاجي، وهو شيء يقلل من راحة البال وينغص طمأنينة الأنصار. مسؤولو البارصا يعرفون أنهم سيفقدون محركين أساسيين في وسط الملعب، واللذين بدونهما لا يمكن للفريق أن يسير بعيدا، لذلك إذا كان فريق ريال مدريد يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف، فعليه أن يستغل تلك المناسبة جيدا ليأكل كتف البارصا. فريق برشلونة يحاول حاليا أن يقنع مسؤولي منتخبي مالي وساحل العاج بألا يستدعوا اللاعبين إلا قبل المباراة بيوم أو يومين، لكن مسوؤلي المنتخبين الإفريقيين لا يحبون الكلام الفارغ، وقرروا أن يستدعوا كل لاعبيهم قبل بداية الكأس بأيام لكي يدخل الجميع في معسكرات إعدادية. المهم الآن بالنسبة إلى مسؤولي البارصا هو أن يعود لاعبوهم من أدغال إفريقيا سالمين غانمين، وألا يحدث لهم ما يحدث للاعبي ريال مدريد الذين يتكسرون هذه الأيام كالزجاج. الجنسية المصرية لهنري الفرنسي تيري هنري، لاعب البارصا، يحس هذه الأيام بأنه منبوذ ووحيد ولا يقف إلى جانبه إنس ولا جان، والسبب هو تلك الكرة الملعونة التي أوقفها بيده ومررها إلى زميله غالاس، وسجل بها هدفا ضد منتخب إيرلندا فتأهل المنتخب الفرنسي إلى المونديال بدل منتخب إيرلندا، وليته ما صعد إلى ذلك المونديال المشؤوم. هنري يقول للمقربين منه إنه يحس بندم كبير من جراء فعلته، ويتمنى لو تعاد المباراة أو يقصى المنتخب الفرنسي ويصعد بدله المنتخب الإيرلندي. الفيفا تقول إنها فتحت تحقيقا في الموضوع، غير أن هنري لن تتم معاقبته لأن ما حدث له يحدث كثيرا في الكرة، لكن حساسية تلك المباراة وكونها كانت فاصلا في الصعود إلى المونديال هي التي جعلتها محط أنظار وانتقادات الجميع. الأهم الآن هو مواساة هنري بسبب إحساسه بتأنيب الضمير ورغبته في إعادة المباراة، والحل الطبيعي لذلك هو أن يذهب إلى مصر لكي يغسلوا دماغه ويقنعوه بأن كل الوسائل مباحة من أجل الوصول إلى المونديال، بما فيها قذف حافلات المنتخبات المنافسة بالحجارة و«تفليق» لاعبيهم وبعد ذلك اتهام اللاعبين بأنهم هم الذين «فلقوا» أنفسهم. هكذا يبدو أن الحل الطبيعي هو منح تيري هنري الجنسية المصرية لكي يلعب للمنتخب المصري ويسجل بيديه معا لو أراد. المهم هو التأهل.