عاش ثلاثة دركيين ساعات من الجحيم في منطقة كتامة بنواحي الحسيمة، مساء يوم أول أمس الثلاثاء، بعدما تمت محاصرتهم من قبل مواطنين اتهموهم ب"ابتزاز" مزارعين متهمين بزراعة "القنب الهندي". واشترط العشرات من المواطنين الغاضبين حضور مسؤولين كبار في قيادة الدرك لإخلاء سبيل هؤلاء الدركيين الذين تم تطويق سيارتهم من كل جانب. العشرات من المواطنين في دوار إيماتين بجماعة تاسماوت اتهموا هؤلاء الدركيين بإجراء عمليات مداهمة غير قانونية، بغرض الحصول على إتاوات، وقالوا إنهم عثروا بحوزة هؤلاء الدركيين على مبلغ مالي كبير وعلى أسلحة بيضاء كانت مخبأة في سيارة استعملوها في التنقل إلى هذا المدشر، ومداهمة بيت أرملة أطلقت صرخات مدوية ما أدى إلى حالة استنفار في أوساط أبناء المنطقة الغاضبين من تصرفات الدركيين. وعلمت "المساء" أن لجنة حلت بالمنطقة، واستمعت إلى تصريحات حوالي 10 مواطنين شاركوا في هذه العملية. ووعدت السكان بفتح تحقيق دقيق للإطلاع على ملابسات هذه القضية. وأظهر شريط فيديو اطلعت عليه "المساء" تفاصيل من هذا "الحصار" الذي فرضه المواطنون على الدركيين، موجهين إليهم انتقادات لاذعة، توحي بوجود سخط عارم في صفوف فئات واسعة تجاه أداء عناصر محسوبة على جهاز الدرك في منطقة تعتبر من المناطق المعروفة بزراعة القنب الهندي، وهي المنطقة التي يعيش مزارعوها معاناة كبيرة مع مطاردات رجال الدرك لهم بتهمة زراعة "الكيف". ولا يخفي عدد من أبناء هذه المناطق أنهم يتعرضون لعمليات ابتزاز من قبل محسوبين على الدرك، كما أن المنطقة سبق لها أن عاشت على إيقاع أحداث مماثلة، أفضت إلى عزل دركيين واعتقال بعضهم، بتهمة القيام بمداهمات مخالفة للقانون، دون تنسيق مع مسؤولين، وفي غياب تعليمات للنيابة العامة، ومداهمة بيوت مزارعين بغرض الحصول على إتاوات.