شهد دوار «المشاع» بجماعة الودكة بدائرة غفساي، التابعة لإقليم تاونات، نهاية أسبوع غير عادية، بعدما أقدم مواطنون على احتجاز دركيين كانا في «رحلة» إلى الدوار بغرض اعتقال مبحوثين عنهم. وقد اعتبر السكان الغاضبون أن «الرحلة» كانت بغرض «ابتزاز» متهمين بزراعة القنب الهندي في المنطقة التي تحولت عدد من حقولها إلى «مستنبتات» ل«الكيف». وقالت المصادر إن عنصري الدرك أمضيا ساعات من «الرعب» في هذا الدوار، بعدما تم احتجازهما من قبل مواطنين استجابوا لصرخات امرأة أحد المزارعين، بينما كانا يحاولان «اقتحام» المنزل. وحمل المواطنون «هراوات» وعصيا، واتهموا الدركيين ب«ابتزاز» مزارعي المنطقة، دون الحصول على أي ترخيص يفيد بأنهما كانا في مهمة من أجل إلقاء القبض على مبحوثين عنهم. وتطلب الإفراج عن الدركيين تدخل رجل سلطة، اضطر إلى قطع أكثر من 40 كلم في أجواء ممطرة، وأقنع السكان بإطلاق سراح المحتجزين، مقابل فتح تحقيق في الموضوع. ويشتكي سكان هذه الجماعات القروية المتاخمة لمنطقة كتامة أكبر منطقة لإنتاج «الكيف» من تصرفات رجال الدرك، سواء في حواجز الطرقات، أو في حملات المداهمة. وقالت المصادر إن بعض رجال الدرك اعتادوا القيام بمثل هذه «الرحلات» بغرض ابتزاز فلاحين مهددين بالاعتقال على خلفية اتهامهم بزراعة القنب الهندي، وهي التهمة التي تحرم عددا كبيرا من هؤلاء المزارعين من الوصول إلى الأسواق الأسبوعية، أو الظهور في الأماكن العمومية، أو التوجه نحو الفنادق في المدن الكبرى المجاورة. وتعيش عدد من العائلات في هذه الجماعات القروية الرعب بسبب هذا الوضع، بينما يتهم رجال درك باستغلاله من أجل «ابتزاز» المواطنين في دواوير ما يقرب من 24 جماعة قروية بإقليم تاونات تتحدث التقارير الرسمية عن أن جزءا من حقولها تحول إلى زراعة «الكيف»، النبتة التي يورد السكان بأنها حسنت نسبيا وضعهم الاجتماعي، لكنها جعلتهم يعيشون في «الذل» ويفقدون «كرامتهم» بسبب المطاردات والخوف من وصول رجال الدرك وأعين السلطات إليهم. وتحولت عدد من الجماعات القروية، في المقابل، إلى مرتع للإجرام، وتفشت ظاهرة الإدمان والتعاطي للمخدرات في أوساط الشباب بشكل مهول، وصلت إلى مشارف المؤسسات التعليمية.