شككت ساكنة إحدى الجماعات التابعة لدائرة غفساي بضواحي تاونات المعروفة بزراعة القنب الهندي بالمنطقة في الحملات التي تقوم بها، بين الفينة والأخرى، السلطات المحلية ل«إتلاف» حقول «الكيف» بالمنطقة، وذلك بناء على «تقارير» أعوان سلطة يتهمونهم ب«الإبتزاز» و«الكيل بمكيالين» عبر غض الطرف عن مقربين. وتحدثت جماعة دوار تفراوت التابع لجماعة تمزكانة بقيادة بني زروال بدائرة غفساي عن أحد أعوان سلطة قالت إنه يعتدي على الناس ويسلبهم أموالهم في كل وقت أراد فيه أحدهم الحصول على أي وثيقة كيفما كان نوعها. وأوردت شكاية هذه الجماعة التي توصلت «المساء» بنسخة منها، بأن هذا العون يطلب «إتاوات» من الساكنة إن هم أرادوا الوصول إلى السوق الأسبوعي من أجل «غض الطرف» وعدم التبليغ عنهم. وعادة ما يعيش ساكنة هذه المناطق المتهمة بزراعة القنب الهندي في خوف دائم من اعتقالهم بالتهمة ذاتها، ما يؤدي بهم إلى تفادي الأماكن العمومية، ومنها الأسواق الأسبوعية. واتهمت الشكاية عون السلطة باستغلال دواب الساكنة في قضاء مصالحه رغما عنهم. كما اتهمته بالاعتداء على أحد أطفال المنطقة في شهر ماي الماضي بعدما حاول هذا الطفل تصوير «لقطات» اعتداء أحد المقربين من عون السلطة على مواطن من نفس الدوار، وذلك باستخدام هاتفه النقال. وقد سبق للجنة «تحقيق» شكلتها عمالة إقليم تاونات أن أعدت «تقريرا» حول الموضوع في منتصف السنة الماضية، دونت فيه أقوال عدد كبير من ساكنة الدوار بشأن «معاناتهم» مع أطراف من السلطة، ومنها عون السلطة. لكن «توصيات» هذا «التقرير»، يقول أحد ممثلي المشتكين ممن التقتهم «المساء» لم تجد طريقها نحو «التفعيل»، لأنها تعرضت ل«التجميد» في «أرشيف» قسم الشؤون الداخلية بالعمالة. وتعود آخر حملة قامت بها السلطات بالإقليم ل«إتلاف» محاصيل زراعة القنب الهندي بالمنطقة إلى 31 دجنبر الماضي. وطبقا لمصادر رسمية، فقد تمكنت لجنة مختلطة تابعة لعمالة إقليم تاونات من حجز كمية هامة من القنب الهندي «الكيف» بدوار المعلومة بالجماعة القروية سيدي يحيى بني زروال بدائرة غفساي، وقدرت الكمية المحجوزة بحوالي 3 أطنان من سنابل «الكيف» وطن و200 كيلوغرام من بقايا القنب الهندي، و7 كيلوغرامات من مخدر الشيرا. واعتقلت عناصر الدرك الملكي خلال هذه العملية التي تدخل في إطار المرحلة الثالثة من حملة محاربة زراعة القنب الهندي، شخصا واحدا يشتبه في تورطه في هذه الزراعة المحظورة، وتم تحرير مذكرة بحث في حق شخص آخر تمكن من الفرار أثناء مداهمة الدوار المذكور. وتقول عمالة تاونات إنها برمجت حوالي 116 مشروعا في إطار برنامج التنمية المندمجة لمحاصرة زراعة الكيف بالجماعات القروية التي ينتشر فيها، وخلق زراعات بديلة بها. ووصل عدد الجماعات المعنية بهذا البرنامج إلى 25 جماعة، منها 16 جماعة معنية حاليا بزراعة القنب الهندي، بالإضافة إلى 9 جماعات أعلنت، من قبل السلطات، بدون زراعة «الكيف».