بشكل مفاجئ، خرج سعيد الناصري رئيس الوداد في ندوة صحفية، ليهاجم الرئيس السابق للفريق عبد الإله أكرم، إذ اعتبره زعيم المشوشين ضد الوداد، قبل أن يشير إلى أنه سيخضع التقرير المالي في الفترة الممتدة ما بين 31 ماي، موعد مغادرة أكرم للفريق، و 29 يونيو، اليوم الذي تسلم فيه هو رئاسة الوداد للافتحاص المالي، لأنه عرف بحسبه معاملات مالية غامضة. أما عبد الإله أكرم، فلم يتردد في الدفاع عن نفسه وقال ل»المساء» إنه يستغرب لهذه الاتهامات المجانية، مشددا على أن ليس من عادته التشويش، وأنه لو أراد أن يفعل ذلك لقام به والفريق يوجد في خضم التنافس على اللقب، وأنه عاش أسوأ مما يتحدث عنه الناصري اليوم، ولم يقل إن هناك من يشوش عليه، قبل أن يهدد بفضح كل شيء، معتبرا نفسه «عبوة نائمة». هل كان الوداد الذي فاز بلقب البطولة، والذي يستعد لخوض نهائي كأس الصداقة أمام العين، ويراهن على الحفاظ على اللقب، والمشاركة بفعالية في عصبة الأبطال الإفريقية في حاجة إلى هذا التراشق الإعلامي، وإلى أن يفتح مسؤولوه هذه «الجبهة»، وما هي حسابات الربح والخسارة في هذا الذي يحدث؟ نظريا كان المفروض أن يتمتع الوداد اليوم بالهدوء، وأن يحرص الفريق على تسويق صورته، والمضي قدما، ومحاولة الانتقال من مرحلة إلى أخرى، تخدم صورته، وتنقله من مرحلة التدبير الهاوي إلى الاحترافي.. من مرحلة الشك إلى اليقين. لكن العكس هو الذي حصل، فبدل أن يستثمر مسؤولو الفريق في النجاح، هاهم بوعي أو بدون وعي يعودون إلى الخلف، يقلبون صفحات الماضي، ويشوشون على أنفسهم، وعلى صورة فريقهم. لقد وجه الناصري اتهامات مباشرة إلى أكرم، بدعوى أنه يشوش، لكن أين هي دلائل تشويش أكرم، أين هي البراهين بخصوص ذلك، فليس كافيا القول إن أكرم يشوش، وأن أخبارا غير صحيحة تنشر في هذه الصفحة في «الفايسبوك» أو تلك، ويتحمل هو مسؤوليتها، مثلما أنه ليس كافيا أن يدلي منخرط مقرب من أكرم بتصريحات حول الجمع العام، ليجد نفسه في «مرمى النار». المفروض أن يشهر الناصري أدلة «تشويش» أكرم، حتى تتضح الصورة، وحتى يخرج المتتبع بموقف حاسم، بدل هذا الغموض الذي يسيطر على الصورة ويجعلها مضببة. أما بخصوص الحديث عن تعاملات مالية غامضة، فذلك موضوع آخر، خصوصا أن الكلمات التي خرجت سواء من فم الناطق الرسمي أنور الزين، أو رئيس الوداد سعيد الناصري اختيرت بعناية، إذ أنها لا توجه اتهاما مباشرا، لكنها في الوقت نفسه تزرع الشك، وتصلح للتداول الإعلامي. إن تسيير فريق الوداد الرياضي أو غيره من فرق كرة القدم التي تتمتع بجماهيرية كبيرة، لا يعني أن رئيس الفريق ومعه أعضاء المكتب المسير سيلبسون «السموكينغ»، وسيجدون الطريق أمامهم مفروشة بالورود، بل إن «التشويش» تحصيل حاصل، مثلما أن هناك من سيجلس في الضفة الأخرى منتظرا فشل هذا المسير أو ذاك. فريق برشلونة الإسباني بكل الثقل الذي يمثله وبجماهيريته العريضة، وجد رئيسه بارتوميو نفسه وسط «العاصفة»، ولم يكن الرئيس السابق خوان لابورطا يتردد في مهاجمته علنيا، لكن بارتوميو لم يقل إنه يعاني من «التشويش»، بل إنه قاد الفريق في موسم عاصف لإحراز ثلاثية تاريخية، وقدم استقالته، ودخل سباق الانتخابات ضد لابورطا، وفاز، وعاد ليزاول مهامه من الباب الواسع. «التشويش» أو «الحروب الصغيرة» أو الإشاعات، هي جزء من التسيير، أما كيف يحارب المسؤول كل هذه الأشياء.. هناك وصفة واحدة، هي العمل وتحقيق النجاحات، دون ذلك سيجد نفسه وسط دوامة لن يستطيع الخروج منها.