الوداد ضحية رئيسها بدون سابق إنذار، وفي توقيت مفاجئ، وبدون أدنى مبرر رياضي، عقد رئيس الوداد سعيد الناصري لقاء صحافيا دعا له من أراد وأقصى منه من لم يرد، ليحول هذا اللقاء الاستثنائي، إلى منبر للتصريحات المثيرة في مضمونها ورسائلها، وهو المعروف عنه عادة اعتماده الصمت كأسلوب لتفادي المواجهة المباشرة.. اللقاء الإعلامي الذي نؤكد أنه استدعى له البعض وأقصي البعض الآخر، اختار له الناصري مقر نادي الوداد كمكان لتوجيه الاتهامات المباشرة للرئيس السابق عبد الإله أكرم، حيث اتهمه أولا بالتشويش على الفريق، وثانيا بوقوع اختلالات مالية خلال فترة رئاسته للفريق. والغريب أن الرئيس الحالي، الذي يوجه مثل هذه الاتهامات لسلفه، كان نائبا للرئيس في ولاية أكرم، كما أنه حضر أشغال الجمع العام الذي صادق على التقريرين المالي والأدبي، وتم انتخابه خلال نفس الجمع، ولم يوجه أية ملاحظة في الموضوع، حيث كان على عجل من أمره، قصد إزاحة سابقه وتحمله المسؤولية، التي بحث عنها بشتى الطرق والوسائل حتى ولو لم تكن رياضية. المؤكد أن الهدف من توقيت هذا الخروج لا علاقة لها بما يعيشه الوداد حاليا، فالفريق يستعد بالبرتغال، وقام بصفقات جلب من خلالها لاعبين جاهزين، حيث لاحظ الجميع كيف يصر الناصري على أخذ صورة مع أي لاعب جديد، حتى ولو كان من فئة الأمل، المهم أن تظهر الصورة في وسائل الإعلام سواء "المقربة منه" أو البعيدة عن محيطه، للاستفادة من الإشعاع في فترة انتخابية ضارية ارتفعت درجة حرارتها بالموازاة مع ارتفاع حرارة الطقس، وارتفاع سومة الصوت وسط السوق الانتخابي. فقد تبين من خلال ما جاء على لسان الناصري خلال اللقاء الإعلامي المذكور، أن الموضوع غير محدد بالضبط، ولم يكن من الضروري عقد مثل هذا اللقاء الإعلامي بكل هذه السرعة، اللهم من محاولة الترويج للصورة في هذا التوقيت بالذات. فصيل "الوينيرز" الذي حاول البعض ترويج مسألة استغلال أفراده من طرف الناصري للوصول إلى سدة الحكم بالوداد، فاجأ المتتبعين بإصدار بلاغ سعى من خلاله إلى أخذ مسافة عما يقع داخل الوداد، حيث انتقد البلاغ طريقة الانتدابات وتهميش باقي الفروع الذي تعيش خصاصا فضيعا، مقارنة مع الرخاء المالي الذي يعرفه فرع كرة القدم، مع أن الناصري نفسه هو من يتحمل مسؤولية رئاسة المكتب المديري، كما تحدث بلاغ "الوينيرز" عن الوضعية الغامضة للفريق الأحمر، معلنا عن رفضه الطريقة التي تدار بها الأمور. الناصري الذي نطق أخيرا بعد صمت طويل، اختار التوقيت المناسب للترويج لنفسه، وأصر على إطلاق النار قصد الاستفادة من الإثارة الإعلامية، مستغلا بذلك منصبه الرياضي لحسابات انتخابوية... فهل يرضى الوداديون بما يحدث داخل القلعة الحمراء، وهى التي كانت دائما فضاء للأطر الوطنية من مختلف التيارات السياسية والثقافية، دون أن تتحول في يوم من الأيام إلى خلية تابعة لتنظيم سياسي معين، وهذا ما شكل دائما سر تماسك وقوة عائلتها...