ضرب عبد الإله أكرم رئيس الوداد البيضاوي عصفورين بحجر واحد، حين وضع حدا لخلافه مع فصيل الوينيرز من جهة، وصالح زملاءه في المكتب المسير للفريق، ووضع حدا لسلسلة من الاحتجاجات التي انعكست سلبا على مسار الفريق منذ حوالي شهر، كما كان لقاء المصالحة، الذي تم مساء أول أمس بمنزل ابو بكر اجضاهيم الرئيس السابق للوداد، فرصة لرص الصفوف الحمراء وإنهاء الموسم الرياضي بأقل الأضرار في أفق الإعداد الجماعي لجمع عام ينهي زمن الإنزال. وأعرب عبد الإله أكرم، في مستهل الاجتماع، عن رغبته في الاستقالة من المكتب المسير، إلا أن الحاضرين دعوه إلى تكريس قيم الديمقراطية قبل أن يوافق على مجموعة من المطالب التي حملها الفصيل المشجع للوداد، والتي كانت حاضرة في بيانات الوينيرز أو في حناجرهم أثناء الوقفات الاحتجاجية، وتعهد الرئيس بالقيام بإصلاحات «ديمقراطية» في هيكلة النادي، وفتح الانخراط على أوسع المستويات وتخفيض سومة الانخراط من 20 ألف درهم إلى 5 ألاف درهم، في أفق عقد جمعين عامين عادي ثم استثنائي، وقال في تصريح ل»المساء»: «وافقت على المقترحات التي تقدم بها ممثلو الجمهور الودادي حفاظا على الوداد من الانهيار لا أريد أن يتحطم هذا الصرح الذي بناه الوطنيون وساهم كل واحد منا في بنائه لمجرد تعنت طرف، لقد أكدت لهم بأنني لا أخشى الجموع العامة ولا أمارس الإنزال، فأنا سأعلن استقالتي في المكتب وستكون الكلمة لصناديق الاقتراع في جو ديمقراطي، مصلحة الوداد فوق كل اعتبار». مقابل ذلك، وافق ممثلو فصيل الوينيرز على وقف الحراك الجماهيري، بعد أن تحقق الجزء الأكبر من مطالب الأنصار، وتم الاتفاق على إجراء تعديلات جوهرية في القوانين الداخلية للوداد، والانفتاح على كل مكونات الوداد في تدبير شأن النادي، مع تعيين مراقبين للانتخابات القادمة يتوفر فيهم عنصر الحياد. وكان الاجتماع فرصة أيضا للمصالحة بين عبد الإله أكرم ونائبه سعيد الناصري بعد أن دب الخلاف إلى علاقتهما، إثر ظهور قرارات لا علم لهذا الأخير بها بالرغم من موقعه كنائب للرئيس، على غرار الندوة الصحفية التي عقدت قبيل ديربي البيضاء بمركب محمد بن جلون وقضية العرض الذي قيل إن مستثمرا قد تقدم به من أجل شراء النادي مما أثار استغراب مكونات المكتب المسير قبل الجمهور. ومن المنتظر أن تعقد فصائل الوينرز سلسلة من الاجتماعات لتبليغ مكوناتها عبر تراب ولاية الدارالبيضاء، من أجل وقف الانتفاضة بعد زوال جزء من مسبباتها، كما عقدت جمعية قدماء لاعبي الرجاء برئاسة عبد الرحيم صابر مباشرة بعد مغادرة بيت اجضاهيم، اجتماعا مع بقية الجمعيات المناصرة للوداد كالبيت الأحمر وعشاق الوداد وصوت الوداد وجمعية وداد الأمة والتواصل ونجوم الحمراء وغيرهم من الجمعيات بغية توحيد الرؤية على ضوء المستجد التصالحي، وتم الاتفاق على العودة إلى المدرجات وإنهاء ما تبقى من موسم رياضي على نحو جيد، بعد صدور بلاغ عن المكتب المسير يقر بهذه التوصيات.. حضر لقاء المصالحة، إضافة إلى المستضيف أبو بكر اجضاهيم الذي عايش أجيال الوداد، إلى جانب عبد الإله أكرم ونائبه سعيد الناصري وبنكيران بن شقرون عن المكتب المسير للوداد، وثلاث ممثلين عن فصيل الوينيرز يتقدمهم يوسف موميل، وممثلين عن جمعية قدماء الوداد الرياضي عبد الرحيم صابر وأحمد العلوي، وهو ثالث اجتماع يعقد برعاية اجضاهيم منذ اندلاع ثورة المدرجات.