حسن البصري مع اقتراب موعد ديربي العاصمة الاقتصادية بين الوداد والرجاء برسم نصف نهائي كأس العرش، ارتفعت وتيرة المساعي الحميدة بين فصيلي الإلتراس المتنازعين، الوينرز والسيبرا، وتوجت مساء أول أمس الإثنين بلقاء مصالحة بقيادة كل من محمد المعزوزي عن الوينرز وأدم نعيم عن السيبرا، بعد جفاء دام شهورا تخللته ملاسنات وصراعات ظاهرة وخفية انتهت بتقسيم المدرجات الشمالية إلى قسمين. وحرص أعضاء المكتب المسير للوداد برئاسة عبد الإله أكرم، والطاقم التقني المكون من بادو الزاكي ومساعده رشيد الداودي، إلى جانب المكتب المسير لقدماء الوداد، ومسيرين قدامى على رأسهم أبو بكر اجضاهيم، على إنهاء الخلاف فورا والاستعداد المشترك لتنشيط المدرجات وإعادة إعمار مدرجات فريميجة بنزع فتيل الصراع الذي عمر طويلا. كما حضر الصلح والد اللاعب الراحل جواد أقدار الذي وجهت له الدعوة لحضور اللقاء، وظل يتلقى التعازي من مسؤولي ومدرب الوداد ومحبي الفريق. وتناوب على منصة الخطابة مجموعة من الفعاليات الودادية التي دعت إلى القطع مع الحروب الأهلية التي حولت المدرجات الشمالية إلى بؤرة توتر، حيث ألح عبد الإله أكرم على أهمية تلاحم الجمهور لأنه يشكل اللاعب رقم 12 فوق رقعة الملعب، وأصر على عدم مغادرة القاعة دون طي صفحة النزاع الذي جنى منه الفريق الويلات، وقال أبو بكر اجضاهيم إن «الوداد أسرة قد تغضب لكنها أبدا لن تمارس العداء ولن تضمر الدغينة لأبنائها»، ودعا عبد الرحيم صابر رئيس جمعية قدماء الوداد إلى طي صفحة الخلاف وتوحيد الصفوف لأن الوداد أحوج إلى كل طاقاتها في هذه المرحلة، وتحدث بادو الزاكي إلى المعزوزي ونعيم عن أهمية المصالحة الودادية واعتبرها شرطا أساسيا لحب النادي، ووصف ما حصل في المدرجات خلال مباراة الكوديم بالنصر التاريخي. ودعا سعد الله ياسين رئيس اللجنة التنظيمية إلى تظافر جهود كل مكونات النادي من لاعبين ومسيرين ومؤطرين وجمهورا، لتستعيد المدرجات أجواءها الاحتفالية، بينما دعت جمعيات الأنصار التي حضرت جلسة المصالحة إلى استحضار اسم الوداد وجعل المتفرج في خدمة النادي وليس العكس، كما تمت المطالبة بإنجاز تيفو مشترك خلال مباراة ديربي الكأس أمام الرجاء يكون بمثابة تعهد بين الفصيلين على الاستمرار سويا في مساندة الفريق مهما بلغت الخلافات. وتبادل الفصيلان اللوم قبل أن يقررا طي صفحة الماضي والتطلع إلى الغد، رغم وجود بعض الإشكالات التي ينتظر أن يجد لها الطرفان حلا، خاصة في ما يتعلق ب»الباش» الذي هو رمز الفصيل المتموقع في مدرجات فريميجة، كما قدمت الجمعيات الحاضرة دعما كبيرا لهذه المبادرة، من خلال حضورها المكثف أولا أو من خلال الدفع نحو الوئام ووضع حد للنزعة الانفصالية، إذ حضر اللقاء الجمعيات التالية: نجوم الحمراء، والبيت الأحمر، وعشاق الوداد، والتواصل، ووداد الأمة، وديما ديما وداد، وجمعية الجماهير، والبرج الأحمر، كما سجل حضور القيادات الأمنية التي تشرف على التدبير الأمني للمباريات التي تقام في مركب محمد الخامس ممثلة في كل من محمد بحري رئيس المقاطعة الأمنية لأنفا والضباط المسؤولين عن الأمن الداخلي للملعب محمد مياز ومحمد السعيدي. ومن المشاهد المؤثرة في جلسة صلح الالتراس، لحظة ود بين عبد الإله أكرم وخالد القندوسي رئيس جمعية وداد الأمة، وتأكيد الرئيس على أن ما صرح به في السابق واتهامه لرئيس الجمعية مجرد سلاح رمى به في معركته مع الجمعية، قبل أن يأخذا سويا صورة تؤرخ لنهاية صراع عمر طويلا. كما وقف الجميع لقراءة الفاتحة على روح الفقيد جواد أقدار وعلى أرواح ضحايا مدرجات فريميجة، كأيوب النافوخي وحمزة البقالي ومعاد وسيمو ونزار وأمين وشينوي وعبودا، وغيرهم من الأسماء التي كرست لقب «وداد الشهداء».