بعدما كان من المنتظر أن تكون الأسبقية في إحداث الخط الثاني ل"الطرامواي" لمنطقة اسباتة ومولاي رشيد وابن امسيك، غيّر المشروع الثاني ل"الطرامواي" وجهته نحو منطقة عين السبع، وهو الأمر الذي أثار بعض الاستغراب. وسيمتد الخط الثاني ل"الطرامواي" على مسافة 15 كيلومترا، وسيكون بمثابة امتداد للخط الأول من شارع عبد المومن مرورا بشارع أنوال ووصولا إلى منطقة عين السبع مرورا بجزء صغير من شارع 2 مارس وشارع الحزام الكبير وشارع ابن زعير عبد السلام وشارع علي يعتة. ووفق ما جاء في مجلة "على مسار الطرامواي" التي تصدرها شركة "الدارالبيضاء للنقل" فإن هذا الخط يربط بين أحياء تعرف كثافة سكانية مهمة مثل الحي المحمدي وجزء من درب السلطان بشبكة "الطرامواي". وأضافت "المجلة" أن الأشغال الأولية لهذا الخط انطلقت بتاريخ 21 ماي 2015 بعد إجراء جميع الدراسات الجيوتقنية والطبوغرافية، خاصة على مستوى قيسارية الحي المحمدي وشارع ابن زعير عبد السلام. وينتظر سكان كثيرون في العاصمة الاقتصادية التزام السلطات العمومية بإنجاز خطوط الطرامواي التي تم الحديث عنها مؤخرا، خاصة أن مناطق كثيرة في المدينة تعيش أزمة خانقة على مستوى وسائل النقل الحضري، علما أن مجموعة من المناطق التي تم إحداثها مؤخرا في ضواحي الدارالبيضاء ما يزال سكانها يعتمدون إما على "الخطافة" أو العربات المجرورة، على اعتبار أن شبكات النقل الحضري لا تغطي هذه المناطق. ومنذ سنوات طويلة والدارالبيضاء تبحث عن حلول جذرية لأزمة النقل الحضري، إذ بعدما تم الحديث لسنوات طويلة عن مشروع "الميترو" وحلم المواطن البيضاوي بركوب هذه الوسيلة، كما هو الحال في العديد من المدن العالمية الأخرى، فإن ظنه خاب لتتفتق قريحة السلطات العمومية عن مشروع "الطرامواي"، حيث جرى إنجاز الخط الأول لهذا المشروع في12 دجنبر 2012، وكان بمثابة تحد كبير للسلطات العمومية من أجل إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود. وإذا كانت السلطات العمومية التزمت بالموعد الذي تم تحديده بخصوص مشروع الخط الأول، فإن السنوات المقبلة كفيلة بالإجابة عن سؤال مدى التزام السلطات بإنجاز الخطوط المتبقية، التي من شأنها أن تفك بعض العزلة عن مجموعة من المناطق الضاحوية. وفي السياق المرتبط بالخط الأول ل"الطرامواي" فإنه سيتم العمل على تمديد، ففي الوقت الذي ينتهي مسار هذا الخط حاليا في "الكليات"، فإنه سيتم تمديده ليصل إلى حي ليساسفة، الذي يعتبر من الأحياء الآهلة بالسكان في الدارالبيضاء، وسبق للعديد من سكان هذه المنطقة أن طالبوا بضرورة تمديد الخط الأول، لقرب المسافة بين "الكليات" وليساسفة.