يضع مهنيو السياحة بالمغرب أيديهم على قلوبهم بسبب تداعيات الأحداث الإرهابية، التي شهدتها أكثر من دولة عربية، الأسبوع الماضي، أبرزها ما حدث في مدينة سوسةالتونسية، حيث قضى قرابة 40 سائحا أجنبيا حتفهم جراء حادث إرهابي نفذ بأحد المنتجعات الشاطئية. ويخشى المهنيون أن تؤثر العمليات الدموية على حجوزات السياح الأوربيين إلى الوجهات المغربية، خاصة مع توالي أنباء عن إلغاء عدد من وكالات الأسفار حجوزات إلى بلدان تصنف ضمن الدول الخطيرة. وكانت وزارة السياحة، كشفت في معطيات صادرة عنها أن قطاع السياحة سينهي السنة الجارية بنسبة نمو تتراوح بين 1 و2,2 في المائة، بينما كانت التوقعات تشير إلى نسبة نمو 10 في المائة، مضيفا أن الصناعة السياحية الوطنية تمر بفترة تقلبات. وهو ما يجد تفسيرا في فقدان الأعمال السياحية قرابة مليار درهم من مداخيلها، فضلا عن تراجع أعداد السياح القادمين إلى المغرب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية بنسبة 0.5 في المائة ما يعني فقط 1.9 مليون سائح، وتراجع عدد ليالي المبيت ب9 في المائة، فضلا عن تراجع المداخيل السياحية ب5.5 في المائة. وتأتي الأخبار السيئة لقطاع السياحة المغربي لتنضاف إلى أخبار أخرى حملتها قبل أيام الجمعية الوطنية لوكالات الأسفار الفرنسية، بعد نشرها معطيات تفيد بتراجع نسبة الحجوزات خلال شهر ماي الماضي بالنسبة للحجوزات السياحية الفرنسية نحو المغرب، كما هو الشأن بالنسبة للأشهر الماضية من هذه السنة. معطيات الجمعية الفرنسية حول حركة السياح الفرنسيين خلال شهر ماي الماضي، كشفت أن عدد الرحلات السياحية متوسطة المدة تراجعت بنسبة 13 في المائة من حيث عدد المسافرين و9 في المائة من حيث المداخيل، مؤكدة بأن السبب الرئيسي في هذا التراجع هو انخفاض إقبال السياح الفرنسيين على الوجهة المغربية بنسبة 52 في المائة من حيث عدد المسافرين و56 في المائة بالنسبة لحجم الأعمال. وتشهد الحجوزات الفرنسية إلى الوجهات الوطنية تراجعا منذ الأحداث الأخيرة التي عرفتها فرنسا، خاصة الحادث الإرهابي الذي استهدف مجلة «شارلي إيبدو»، فضلا عن تداعيات العمل الإرهابي الذي استهدف متحف باردو في تونس. وقارنت الجمعية بين الأرقام المسجلة خلال هذه السنة وبين الأرقام المسجلة خلال نفس الفترة من العام الماضي، لتخلص إلى أن السنة الحالية تعتبر سيئة بالنسبة لوكالات الأسفار الفرنسية، لأن القطاع سجل نسبة نمو مهمة خلال شهر ماي من السنة المنصرمة عكس السنة الحالية. وكان جون بيير مارس، رئيس النقابة الفرنسية لوكالات الأسفار، قال لوسائل إعلام فرنسية، إن السياح الفرنسيين صاروا خائفين من التوجه صوب البلدان الإسلامية، وهو الأمر الذي اتضح منذ سنوات في دول كمصر، وأضحى يرخي بظلاله على دول أخرى.