بعد ركود استمر خمسة أشهر، أي منذ أواخر شهر مارس الماضي، وتعمقت تداعياته في الأشهر اللاحقة، بدأت مؤشرات النشاط السياحي في الوجهات المغربية الرئيسية أحد تجار الصناعة التقليدية بمجمع توريرتبورزازات (خاص) سيما مراكشوأكاديروورزازات، ترتسم في الأفق، إذ أفادت الأرقام المتاحة، بداية شهر شتنبر الجاري، أن السياحة في العاصمة السياحية المغربية، مراكش، سجلت ارتفاعا في الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية، بنسبة قدرها المجلس الجهوي للسياحة في 7 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، في حين شهدت أكادير ارتفاعا أقل في تدفق السياح، خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية، جراء التراجع الملحوظ، الذي شهدته العديد من الأسواق المهمة، التي يفد منها السياح، خاصة السوق الروسية، وفي الوقت ذاته بدأ الانتعاش يهب على وجهة ورزازات، التي سجلت، بدورها، ركودا شاملا في الأشهر الماضية، مس نسبة الوافدين، وليالي المبيت في المؤسسات الإيوائية، ومبيعات الصناعة التقليدية، ومحورها المحلات المجاورة لقصبة الكلاوي الشهيرة. مراكش: عدد الوافدين على الفنادق يرتفع ب 7 في المائة قال المجلس الجهوي للسياحة بمراكش إن عدد السياح، الذين توافدوا على الفنادق المصنفة في المدينة الحمراء، خلال السبعة أشهر الأولى من سنة 2011، بلغ 931 ألفا و700 سائح، مسجلا ارتفاعا بنسبة 7 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وحسب المصدر نفسه، فإن عدد الليالي السياحية بلغت ثلاثة ملايين و42 ألفا و623 ليلة سياحية، مسجلة انخفاضا بنسبة 5 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، في حين سجل معدل المبيت انخفاضا بثلاث نقاط، ليصل إلى نسبة 47 في المائة. وعبر مهنيو القطاع السياحي بمراكش عن "رغبتهم الأكيدة للعمل على تعزيز موقع المدينة، وجهة سياحية بامتياز، بالنسبة إلى المملكة. وأكدوا، في هذا الصدد، "وعيهم الكامل بالتحديات الواجب رفعها لتعزيز هذه الوجهة السياحية، بشكل أفضل، والمرتبطة، على الخصوص، بتسويق المنتوج، وتكوين الموارد البشرية، وتحقيق معدل إيجابي بالنسبة إلى المبيتات، عبر نهج استراتيجية إنعاشية ناجعة ومتماسكة، والعمل على إرساء نقل جوي يتلاءم مع القدرة الإيوائية للفنادق في مدينة النخيل". التراجع بلغ 30 في المائة في المدينة الحمراء وكان النشاط السياحي في مراكش تضرر جراء إلغاء أكثر من 20 ألف ليلة مبيت، ما أدى إلى تراجع وتيرة الحجوزات لشهري أبريل وماي، بنسبة 40 في المائة، ومس هذا التراجع كل المؤسسات الفندقية، التي سجلت انخفاضا في معدل الملء، بلغ 30 في المائة، في وقت لا يتوفر المهنيون على نظرة واضحة تجاه الشهرين اللاحقين. من جهتها، لم تحقق أكادير سوى نشاط محدود، تأتى من السياح الأوروبيين، الذين ألغوا أسفارهم إلى تونس ومصر، كما أن الحجوزات بالنسبة إلى شهر أبريل توقفت، وكذلك الشأن بالنسبة إلى حجوزات الصيف. على العموم، تراوحت وتيرة الحجوزات، حسب الوجهات، بين 30 في المائة، و50 في المائة، كما أن البلاد فقدت وتيرة جاذبيتها لدى وكالات الأسفار الأوروبية الرئيسية، مثل الوكالة الفرنسية "فرام"، التي أعلنت عن انخفاض مبيعاتها بنسبة 50 في المائة. وتقول الفيدرالية الوطنية للسياحة، ووزارة السياحة، إن انخفاض الحجوزات، يرجع، أساسا، إلى الصور المرعبة، في بعض الجهات، بثت من طرف فضائيات، وأكد المصدران أنه "ليس هناك أي مؤشر يدعو إلى القلق، لأن السياحة المغربية بلغت نوعا من الرشد، الذي يمكننا من البقاء في وضع هادئ، ومسؤول". أكادير: انخفاض ليالي المبيت بنسبة 8 في المائة سجلت مدينة أكادير ارتفاعا طفيفا في تدفق السياح، خلال الشهور الثمانية الأولى من السنة الجارية، جراء التراجع الملحوظ، الذي عرفته العديد من الأسواق المهمة، التي يفد منها السياح. وحسب إحصائيات المجلس الجهوي للسياحة، استقبلت محطة أكادير في الفنادق المصنفة 534 ألفا و115 سائحا، مقابل 528 ألفا و691 سائحا في السنة الماضية، محققة ارتفاعا طفيفا، فيما انخفض عدد ليالي المبيت بنسبة 4،8 في المائة، حيث تراجعت من 3 ملايين و25 ألفا و796 ليلة مبيت إلى مليونين و880 ألفا و655. ويعزى هذا المنحى التراجعي، الذي بدأ، منذ أبريل الماضي، على الخصوص، إلى تراجع أداء السوق الروسي، الذي انخفض ب 56،28 في المائة في عدد الوافدين و60 في المائة في عدد ليالي المبيت، والسوق البريطاني الذي تراجع ب 29،11 في المائة، و12،22 في المائة، والسوق الفرنسية، التي انخفضت ب 10 في المائة و11،05 في المائة. وعلى العكس من ذلك، شهدت بعض الأسواق انتعاشا كبيرا من حيث الوافدين وعدد ليالي المبيت، إذ سجل السوق البولوني ارتفاعا بنسبة (زائد 30 في المائة) و(زائد 17 في المائة)، وارتفعت السوق السعودية ب 26 في المائة و16،47 في المائة، والسوق الوطنية ب 24،10 في المائة و14 في المائة، والسوق البلجيكية ب 20 في المائة و15،50 في المائة، والسوق الألمانية بزائد 2 في المائة و6 في المائة. ورغم هذا الركود، قال رئيس المجلس الجهوي للسياحة، عبد الرحيم عماني، إنه واثق من قدرة محطة أكادير على تجاوز الظرفية الحالية، مضيفا أنه "سنظل متفائلين بانتعاش وجهة أكادير من جديد". في هذا الصدد، وجه المجلس الجهوي للسياحة نداء إلى كل المهنيين والشركاء "من أجل التعبئة لتحسين الجودة والعروض، ومضاعفة جهود الترويج، وتحسين وتيرة الخدمات الجوية في الدول، التي يفد منها السياح، من خلال التنسيق الجيد مع المكتب الوطني للسياحة". ورزازات: الركود ما زال يخيم على الوجهة في ورزازات، بدأت الحركة السياحية تستعيد عافيتها، منذ شهر شتنبر الجاري، وفق ما أفاده مهنيون في المدينة. وبلغ عدد السياح، الذين توافدوا على مختلف الفنادق، والإقامات، والقرى السياحية، ودور الضيافة، المصنفة في إقليمورزازات، منذ بداية السنة الجارية إلى نهاية أبريل الماضي، 98 ألفا و465 سائحا، مسجلين تراجعا بلغت نسبته 3 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، التي بلغ فيها عدد الوافدين 101 ألف و604 سياح. واستنادا إلى المعطيات الصادرة عن وزارة السياحة، فإن السياح الفرنسيين، الذين يأتون في مقدمة الوافدين، تراجعوا بنسبة 19 في المائة، إذ بلغ عددهم 38 ألفا و729 سائحا، مقابل 47 ألفا و534 سائحا، نهاية أبريل 2009 . ومقابل ذلك، سجل ارتفاع في عدد السياح المقيمين في المغرب، الذين يحتلون الرتبة الثانية، من حيث عدد الوافدين، بنسبة 21 في المائة، إذ ارتفع عددهم إلى 10 آلاف و589 سائحا، مقابل 8 آلاف و726 سائحا، في الشهور الأربعة الأولى من السنة الماضية. وطبعت سمة التحسن، أيضا، أعداد السياح الوافدين من السوق الألمانية بنسبة 1 في المائة (10 آلاف و550 سائحا، مقابل 10 آلاف و423 سائحا)، وكذلك الشأن بالنسبة إلى السياح القادمين من السوق الإسبانية، الذين ارتفعت أعدادهم ب 3 في المائة (7 آلاف و68 سائحا، مقابل 6 آلاف و857 سائحا). وشهد توافد السياح الإيطاليين انخفاضا بلغ 3 في المائة، إذ تراجع عدد الوافدين إلى 4 آلاف و472 سائحا، مقابل 4 آلاف و623 سائحا. كما سجل تراجع بالنسبة إلى السياح القادمين من السوق الأميركية بنسبة 13 في المائة (ألفان و734 سائحا، مقابل 3 آلاف و144 سائحا). وفي ما يتعلق بالمبيتات المسجلة، ذكر المصدر ذاته أنها بلغت 153 ألفا و979 ليلة، مسجلة تراجعا ب 6 في المائة، إذ بلغت ليالي المبيت 164 ألفا و467 ليلة. وسجلت ليالي المبيت، بالنسبة إلى عموم السياح غير المقيمين في المغرب بمختلف جنسياتهم، تراجعا ب 9 في المائة، إذ انخفضت إلى 135 ألفا و126 ليلة، مقابل 148 ألفا و801 ليلة، في الفترة ذاتها من سنة 2009. وشهدت ليالي المبيت بالنسبة إلى السياح الفرنسيين، الذين يحتلون المرتبة الأولى من حيث المبيتات، انخفاضا ب 17 في المائة، إذ قضوا في مختلف مؤسسات الإيواء الفندقي 71 ألفا و320 ليلة، مقابل 86 ألفا و185 ليلة. ومقابل ذلك، سجل ارتفاع في ليالي المبيت المحسوبة على السياح المقيمين، الذين يعتبرون الزبون الثاني لوجهة ورزازات، خلال هذه الفترة، إذ قضوا بها ما مجموعه 18 ألفا و853 ليلة، مقابل 15 ألفا و666 ليلة. كما سجل تحسن بالنسبة إلى ليالي المبيت المحسوبة على السياح الإنجليز، واليابانيين، على التوالي، ب 13 في المائة (7 آلاف و154 ليلة، مقابل 6 آلاف و350 ليلة)، و61 في المائة (4 آلاف و798 ليلة، مقابل ألفين و974 ليلة). ارتفاع في عدد المسافرين المستعملين للمطار بلغ عدد المسافرين، الذين استعملوا مطار ورزازات الدولي، خلال شهر يوليوز الماضي، خمسة آلاف و3 مسافرين، مسجلا بذلك ارتفاعا بلغت نسبته 65،99 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2010، إذ بلغ عدد المسافرين، الذين استعملوا هذه المحطة الجوية، ثلاثة آلاف و14 مسافرا. وأوضح تقرير للمكتب الوطني للمطارات أن هذا الارتفاع يفسر بالتحسن الحاصل على مستوى عدد المسافرين، الذين استعملوا الرحلات المنتظمة الوطنية، الذي بلغت نسبته 2،47 في المائة، إذ بلغ عدد الأشخاص، الذين تنقلوا بواسطة هذا الصنف من الرحلات، أربعة آلاف و255 مسافرا، مقابل ألفين و894 من المسافرين في يونيو من سنة 2010. كما طبعت سمة الارتفاع فئة المسافرين المستعملين للرحلات العابرة "ترانزيت"، الذين بلغ عددهم 748 مسافرا في يوليوز 2011، مقابل 120 مسافرا.