سجل النشاط السياحي بعض الانتعاش في الشهور الأخيرة، لكنه بطيء، ومتباين، من وجهة سياحية إلى أخرى. وحققت مؤشرات القطاع نتائج أقوى من تلك التي جرى تسجيلها نهاية السنة الماضية. نمو طفيف لليالي المبيت السياحية في بعض الوجهات (خاص) وفي هذا الصدد، أفادت المذكرة التي أصدرتها، أخيرا، المندوبية السامية للتخطيط، أن عدد الوافدين، والمبيتات السياحية، ارتفع ب 8 في المائة، و3.3 في المائة، على التوالي، بعدما كان أدنى بكثير، أواخر 2008، وخلال 2009، بسبب تداعيات الأزمة العالمية. ومن المؤشرات الإيجابية المسجلة تحسن معدل شغل الغرف على صعيد الفنادق المصنفة ب 3.2 في المائة، لكن هذا الأداء لم يهم كل الجهات المعروفة بجاذبيتها السياحية، إذ ما تزال كل من وجهة أكادير، وفاس، ووزازات، على الخصوص، تعاني ركودا في أنشطتها السياحية، وما يرتبط منها من خدمات، مثل النقل، والصناعة التقليدية. وكانت إحصائيات مرصد السياحة أفاد، أخيرا، أن عائدات النشاط السياحي بلغت 18 مليارا و400 مليون درهم، في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية، مسجلة ارتفاعا بنسبة 10 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وشهد عدد المسافرين الدوليين، الذين عبروا المطارات الدولية للمغرب، ارتفاعا بنسبة 14 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. على صعيد آخر، سجل عدد الوافدين من السياح على المراكز الحدودية ارتفاعا بنسبة 12 في المائة، في الفترة الممتدة من يناير إلى ماي 2010، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وسجلت ليالي المبيت في المؤسسات الإيوائية المصنفة ارتفاعا بنسبة 12 في المائة. وتعزى هذه النتائج الإيجابية، حسب المرصد، إلى عدد السياح غير المقيمين (13 في المائة من ليالي المبيت)، والمقيمين (12 في المائة)، وسجل شهر ماي ارتفاعا بنسبة 15 في المائة في عدد السياح الوافدين على المراكز الحدودية (13 في المائة بالنسبة إلى السياح الأجانب، و18 في المائة للمغاربة المقيمين في الخارج، شهدت أغلب المدن السياحية ارتفاعا في عدد ليالي المبيت، إذ حققت مدينة مراكش أول قطب سياحي، للمرة الخامسة على التوالي، نموا بنقطتين (17 في المائة)، وتليها أكادير، ثاني قطب سياحي، وسجلت نتيجة إيجابية (3 في المائة)، بعد بداية سنة معتدلة. وأوضح المصدر أن مدن الدارالبيضاء، وطنجة، والرباط، وفاس، ارتفعت فيها ليالي المبيت، على التوالي، ب 10 في المائة، و7 في المائة، و14 في المائة، و8 في المائة، في حين شهدت مدن تطوان، وورزازات، انخفاضا، على التوالي، ب 7 في المائة، و6 في المائة. ويعزى ارتفاع ليالي المبيت السياحية الوافدة، أساسا، إلى السوق الفرنسية (6 في المائة)، والبريطانية (42 في المائة)، والروسية (55 في المائة)، والهولندية (32 في المائة). وشهد معدل ملء الغرف تحسنا بنقطتين، مقارنة مع ماي 2009، ليصل إلى 46 في المائة، حتى شهر ماي 2010.