انطلقت أول أمس (الخميس) فعاليات المعرض الدولي للسياحة بميلانو الإيطالية، بمشاركة 130 بلدا وحوالي 5 آلاف عارض. ويهدف المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركاءه من وكالات الأسفار، إلى تسويق وترويج السياحة الداخلية، وتشجيع الإيطاليين، على تنظيم رحلات سياحية إلى مختلف جهات المغرب. وفي السياق ذاته، تشير معطيات وأرقام المكتب الوطني المغربي للسياحة أن هذه السنة، انطلقت بإمضاء عدد هام من العقود مع أهم وكالات الأسفار في السوق الإيطالية، لتطوير وتقوية برنامج رحلات إلى المغرب، الغرض منها تحقيق زيادة قدرها 10 في المائة مقارنة مع السنة الماضية (230 ألف سائح)، فيما جذبت منتوجات المغرب السياحية ست وكالات أسفار إيطالية جديدة، إضافة إلى الثمانين السابقة التي وضعت المغرب ضمن رحلاتها المبرمجة للراغبين من الإيطاليين. وأوردت المعطيات ذاتها تسجيل نسبة نمو، خلال الثمانية الأشهر الأولى من السنة الماضية، بلغت 5 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2010، علما أن الهدف كان بلوغ 220 ألف سائح إيطالي، بزيادة قدرها 4 في المائة مقارنة مع سنة 2010. ومن أجل جلب أكبر عدد من السياح الإيطاليين، سطر المكتب الوطني للسياحة، إستراتيجية موسعة تقوم على تحسين تموقع وجهة المغرب بالنسبة إلى شبكات البيع المحلية داخل إيطاليا، وتثبيت صورتها، من خلال التأكيد على قيم الثقافة والأمن والتسامح والقرب، فضلا عن التركيز على جهات فاسمكناس، والصويرة وورزازات باعتبارهما وجهات ثقافية، إدراكا منه أن الإيطاليين ترتبط لديهم الأسفار بتحقيق المتعة الثقافية والراحة والاستجمام، بالإضافة إلى تطوير برمجة المدارات السياحية الموجودة، مثل المدن التاريخية والقصبات، مع إدخال أفكار جديدة من قبيل السياحة البيئية، والترويج لوجهات "المغامرة"، مثل مرتفعات الأطلس ومنطقتي مرزوكة وزاكورة. وحرصت إستراتيجية المكتب أيضا على تقوية مكانة المواقع السياحية الفخمة، وإعادة تموقع خليج أكادير باعتباره وجهة مميزة، علاوة على التعريف بوجهة السعيدية في نقط البيع الإيطالية، والشأن ذاته ينطبق على موكادور ومازاكان.إلى ذلك، تلعب السياحة دورا هاما في الاقتصاد الإيطالي، ذلك أن تسلهم ب 9،5 في المائة من الناتج الداخلي الخام، إذ تعد إيطاليا ثالث بلد سياحي بأوربا، بعد فرنسا وإسبانيا. ويبلغ عدد المسافرين الذين يقصدونها من كل أنحاء العالم، سنويا، 41 مليون سائح، فيما يصل عدد الإيطاليين الذي سافروا إلى خارج إيطاليا 16،5 مليون مسافر. وتشير المعطيات المحلية إلى أن 50 في المائة من الإيطاليين الذين يذهبون في عطلة، أغلبهم يقصد الوسط الجنوبي للبلاد، إذ سجلت في الستة أشهر الأولى من 2011، 37 مليون سائح، مقابل 34 مليون سنة 2010 بزيادة قدرها 8 في المائة. وحسب إحصائيات رسمية محلية، فإن 27 في المائة من الإيطاليين، سافروا إلى الخارج خلال الأحد عشر شهرا الأولى من السنة الماضية، علما أن أغلب السفريات كانت باتجاه أوروبا (79،6 في المائة، مقابل 78 في المائة سنة 2010)، سيما إلى بلدان فرنسا وإسبانيا وألمانيا، فيما تراجعت سفريات الإيطاليين إلى إفريقيا، إذ بلغت 6،8 في المائة في الستة الأشهر الأولى من السنة الماضية، مقابل 9،3 في المائة سنة 2010. يشار إلى أن 80 من أصل 13 ألف وكالة أسفار بإيطاليا، تضع المغرب في برامجها السياحية، علما أن الإيطاليين الذين سبق لهم أن زاروا المغرب يفضلون حجز تذاكرهم مباشرة عن طريق وكالة أسفار أو على شبكة الأنترنيت. وتتم 66 في المائة من الحجوزات، انطلاقا من ميلانو، عن طريق وكالات الأسفار، و31 عن طريق المواقع على الأنترنيت، و3 في المائة مباشرة عن طريق وكالات الطيران، علما أن ظهور شركات للطيران "لو كوست" ( منخفضة التكلفة) ساهمت في رفع رحلات السياحة الفردية، سيما أن قرار التنقل مرتبط لدى الإيطاليين، مباشرة بثمن تذكرة الطائرة، فضلا عن الجاهزية المالية. الأزمة تلقي بظلالها على السياحة انعكست الأزمة الاقتصادية التي طرقت أبواب جل دول العالم على السياحة بإيطاليا، بعد أن تقلصت طلبات العطل جراء تقليص ساعات العمل وفرض ضرائب جديدة على العقار لتعويض الخسارة في العائدات، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة، فيما ظل نصف سكان البلد يفضلون السياحة الداخلية، خاصة إلى جنوب إيطاليا. وسجلت جمعية وكالات الأسفار الإيطالية، بدورها انخفاضا في نشاطها قدرت نسبته في 10 في المائة، وعزت ذلك إلى الأزمة، والارتفاع الصاروخي للحجوزات عبر الأنترنت، التي ارتفعت، مقارنة بالسنتين الأخيرتين، وأصبحت تمثل 16 في المائة من السوق الإجمالي، ذلك أن حوالي 60 في المائة من السياح الذين يحظون على الأقل بأسبوع عطلة، يستعملون الأنترنيت للتخطيط واختيار عطلهم، أي ما يقارب 3 ملايين شخص.