بقي عشرات من المواطنين الراغبين في قضاء عطلة العيد مع أسرهم محاصرين في عدد من المحطات الطرقية بسبب غياب حافلات تقلهم نحو وجهاتهم -خاصة بالجنوب- في الوقت الذي ارتفعت فيه أثمنة التذاكر إلى مستويات قياسية. ودخل بعض الراغبين في السفر في مفاوضات مع أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة من أجل الحصول على ثمن معقول، بعد أن جربوا دون جدوى السفرَ على متن الحافلة، فيما أجبر آخرون على الانتظار محملين بأمتعتهم أمام الطرقات للبحث عن أمكنة شاغرة بالحافلات قبل ولوجها إلى المحطة أو الركوب في حافلات تقربهم من وجهاتهم على أساس البحث عن وسيلة نقل أخرى عوض الانتظار الذي يمتد بالبعض إلى أزيد من عشر ساعات. ووصل ثمن التذكرة نحو ورزازات إلى أكثر من 300 درهم رغم أنه لا يتجاوز 120 درهما في الأيام العادية، وهو المبلغ الذي يفوق قدرة عدد كبير من المسافرين، خاصة وأن نسبة كبيرة منهم من ذوي الدخل المحدود. ويبرر أصحاب وسائل النقل رفع أثمان التذاكر بكون الحافلة ستعود فارغة وبأن الزيادة في الثمن جاءت لتغطية الفرق في المصاريف. من جهة أخرى، رفع النشالون من وتيرة نشاطهم بالأسواق الخاصة ببيع الأغنام، حيث تعرض عشرات المواطنين للسرقة باستعمال شفرات حلاقة يتم بواسطتها تمزيق الجيوب بخفة قبل الاستيلاء على المبالغ المالية المخصصة لشراء أضاحي العيد، وكذا الهواتف النقالة. واستفاد النشالون من الإجراءات الارتجالية التي اتخذتها السلطة لتنظيم الولوج إلى هذه الأسواق من خلال تخصيص ممر ضيق يشتد فيه الزحام، وهو ما يسمح لمحترفي النشل بممارسة نشاطهم في ظروف جد مريحة.