لحظات ترقب وانتظار، تجمعات هنا وهناك، البعض يتدافع للحصول على مكان شاغر يقيه تحمل عناء افتراش علبة كرتونية أو الجلوس فوق أدراج الحافلة، مواطنون يحللون حالة النقل بنبرات يشوبها القنوط والضجر، وآخرون اختاروا البحث عن "خطاف" لقضاء العيد رفقة ذويهم، هذا هو حال المحطة الطرقية اولاد زيان بالدارالبيضاء قبل العيد المبارك بيومين فقط. يتجمهر المواطنون في محطة اولاد زيان بالدارالبيضاء، إلى حدود صبيحة أمس (الخميس)، على نحو يؤكد أن إمكانية السفر إلى وجهاتهم غير متاحة بسهولة، ما أجبر معظمهم على الانتظار والترقب، فيما تدافع البعض الآخر نحو الحافلات للعثور على أماكن شاغرة، وعزا المواطنون ذلك، بنبرة يشوبها القنوط والضجر، إلى الازدحام الكبير الناجم عن عدم وفرة الحافلات بما يكفي لضمان سفر مريح، يخلو من الزيادات في أثمنة التذاكر، حتى قال البعض منهم، إنهم "يذعنون لهذه الزيادات دون نقاش، لكن أين هي الحافلات التي تغنيهم عن المكوث لساعات طويلة على إيقاع ضغوطات نفسية". عبد اللطيف الساف، مدير إدارة محطة اولاد زيان، نفى ل"المغربية" وجود أي زيادة رسمية، ماعدا تلك المخالفات، التي مصدرها سماسرة النقل، والتي أكد أن الإدارة مجندة لتطويقها وتقديم الشكايات ضد مرتكبيها، لتيسير عملية نقل المسافرين. من جهته أكد مصطفى الرادي، رئيس مصلحة المراقبة، عمالة الفداء مرس السلطان، ل"المغربية" أنه لغاية صبيحة أمس (الخميس) ضبطت 3 مخالفات في اتجاه كل من خنيفرةوبني ملال ومراكش، بينما ضبطت 7 مخالفات يوم (الأربعاء) الماضي، ولجنة المراقبة حريصة على خلق ظروف سفر كباقي الأيام العادية، مشددا التأكيد على أن المواطن مسؤول أيضا عن تبليغ الإدارة واللجنة بالزيادات التي تعترض سفره، ما يعني أن الرضوخ لتلك الزيادات هو ما يشجع على نشاط السماسرة. مواطنون وحد بينهم قاسم التذمر والاستياء، وآخرون استعانوا بخدمات "الخطافة"، قالوا في تصريح ل"المغربية" إن عنصر ارتفاع أثمنة التذاكر وارد بشكل ملحوظ، مقابل الخصاص في عدد الحافلات، ماعبرت عنه مواطنة متوجهة إلى مدينة بني ملال، بأسلوب يؤكد ضيقها من واقع الحال بالمحطة، قائلة إن "فرصة حجز تذكرة أصبحت صعبة المنال في فترة العيد، فكلما توجهت إلى الشبابيك إلا وطلب مني التوجه إلى الداخل، حيث الحافلات، لأضطر في النهاية إلى الانزواء في ركن من المحطة دون الحصول على تذكرة بسبب عدم وجود أماكن شاغرة"، لتستطرد قائلة إن "ثمن التذكرة إلى بني ملال أصبح 100 درهم بدل 50 درها في الأيام العادية"، الرأي نفسه يؤكده مواطن متوجه إلى مدينة خريبكة، وهو شاخص في شبابيك التذاكر، إذ يفيد أن "ثمن التذكرة إلى خريبكة أصبح 120 درهما بعدما كان 35 درهما في الأيام العادية، هذا إن استطاع الركاب حجز مكان بالحافلة". من جهته، استنكر مواطن متوجه إلى واد زم "الضغوطات التي يمارسها العاملون في الحافلات على المواطنين من خلال إلزامهم بدفع 70 درهما بدل 30 درهما، في وقت لا يتأتى للمواطنين السفر بعيدا عن أجواء مليئة بالفوضى والاكتظاظ، في غياب لإجراءات مقننة تخفف وطأة الملل والانتظار". وحاولت "المغربية" رأي المسؤول عن عدد الحافلات وكيفية تصريفها لصالح المواطنين، غير أن المدير أفاد أن لديه اجتماعا مع لجنة المراقبة ولا يسعه الوقت للإدلاء بأي تصريح.