لقي شخصان مصرعهما وأصيب أزيد من 19 آخرين في حادثة سير مروعة وقعت في الساعات الأولى من صباح أول أمس الاثنين بالطريق السيار على مستوى الجماعة القروية سيدي محمد دليل بقيادة السعيدات بإقليم شيشاوة. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر مطلعة، فإن تلميذين لفظا أنفاسهما الأخيرة تحت عجلات شاحنة ضخمة (رموك)، بعد أن دهس حافلة عبارة عن «ترانزيت» تقل حوالي 20 شخصا، كانت متوقفة بجانب الطريق بعد أن أصيبت بعطب تقني. وتفيد المعلومات التي حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، أن سائق الشاحنة لم ينتبه إلى توقف سيارة تقل مسافرين أغلبهم أطفال وتلاميذ، قادمين من مدينة طاطا، ليصدم الحافلة، مخلفا مقتل شخصين، وإصابة حوالي 19 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها صوب مستشفيات مراكشوشيشاوة لإنقاذ حياتهم. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء» من المصادر ذاتها، فإن الحادثة المروعة، التي وقعت في الطريق السيار، وتحديدا بالنقطة الكيلومترية 280 بتراب الجماعة القروية سيدي محمد دليل قيادة السعيدات، أودت بحياة التلميذ «فؤاد. أ»، المزداد سنة 2000، وكان يتابع دراسته بإحدى المؤسسات التعليمية بمنطقة «أقا»، إضافة إلى تلميذ آخر لايزال التحقيق جاريا لمعرفة هويته. وتشير المعطيات التي حصلت عليها «المساء» إلى أن الحادثة المميتة خلفت عددا كبيرا من المصابين بجروح وكسور أغلبها متوسطة الخطورة. واستنفر الحادث الرهيب مصالح الوقاية المدنية وعناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية، التي حلت على وجه السرعة بمكان الحادث. حيث أشرفت على نقل المصابين إلى مستشفى محمد السادس بمدينة شيشاوة، بينما تم نقل الحالات الخطيرة، صوب قسم المستعجلات التابع لمستشفى ابن طفيل، ومحمد السادس للأم والطفل بمراكش، في الوقت الذي نقلت جثثا الهالكين إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي، بتعليمات صادرة عن وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بامنتانوت، وإعداد تقرير حول ملابسات وظروف الحادث الخطير. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن مستشفى ابن طفيل بمراكش استقبل حوالي 7 أشخاص، أشرف طاقم طبي، يتقدمهم البروفسور هشام نجمي، رئيس قسم المستعجلات، ومدير المستشفى في الوقت نفسه، على تقديم الإسعافات الأولية لهم، قبل إخضاع بعضهم لعمليات جراحية لإصابتهم بكسور ورضوض، بينما نقل 8 آخرون إلى مستشفى محمد السادس للأم والطفل، بينهم سيدة أصيبت في رأسها بجروح وُصِفَت بالخطيرة، لوضعهم تحت العناية الطبية المركزة. وتفيد المعطيات التي حصلت عليها «المساء» أن الحالة الصحية لإحدى النساء، اللواتي كن في «ترانزيت» في خطر، بعد إصابتها بنزيف داخلي، جعل الطاقم الطبي بمستشفى محمد السادس للأم والطفل يبذل مجهودا كبيرا لإنقاذ الضحية من الموت. وعلمت «المساء» أن أربعة من الضحايا غادروا مستشفى ابن طفيل، في اليوم نفسه، بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، جراء إصابتهم بكسور ورضوض بسيطة في أطرافهم، فيما لا تزال الوضعية الصحية لبعض المصابين خطيرة، جراء تعرضهم لإصابات في الرأس وأخرى في مناطق حساسة من الجسم. وعلمت «المساء» أن المصابين، الذين نقلوا صوب مستشفى محمد السادس بمدينة شيشاوة، بواسطة سيارات الإسعاف، أصيبوا بكسور ورضوض بسيطة، خضعوا جراءها لفحوصات، وتم وضع الجبس للكسور، قبل أن يغادروا المستشفى. وتفيد المعطيات الأولية، التي لايزال التحقيق جاريا بخصوصها، أن الأطفال الذين كانوا على متن الحافلة الصغيرة، كانوا قادمين من مدينة طاطا صوب مدينة طنجة من أجل العمل في ضيعة فلاحية. وتشير المعطيات، التي حصلت عليها «المساء» إلى أن الراكبين في الحافلة، التي تحوم شكوك حول عدم توفرها على رخصة لنقل المسافرين، سلموا لسائق «الترانزيت» مبلغ 300 درهم للفرد الواحد، مقابل نقلهم من مدينة طاطا صوب مدينة طنجة من أجل العمل في ضيعة فلاحية هناك. وعلمت «المساء» أن الحافلة الصغيرة كان على متنها 15 قاصرا و3 أشخاص وامرأة. وأسرت مصادر ل»المساء» بأن وجود عدد كبير من القاصرين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 و16 سنة، يعزى إلى عزمهم السفر نحو الدارالبيضاء والرباط وطنجة للعمل في عدد من المحلات والضيعات، بعد انتهاء الموسم الدراسي. وفي الوقت الذي لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ظروف وملابسات الحادث الرهيب، وربط الاتصال بأسر الضحايا، الذين حلوا على وجه السرعة بمراكشوشيشاوة لتفقد الحالة الصحية لفلذات أكبادهم، علمت «المساء» أن مصالح الدرك الملكي أوقفت سائقي العربتين، وباشرت التحقيق معهما لمعرفة المتورط في الفاجعة، في الوقت الذي استمعت عناصر من الدرك التي كلفت بالتحقيق في هذا الحادث إلى بعض الضحايا، الذين نجوا من الحادث بأعجوبة.