قتل أربعة تلاميذ، مساء أول أمس الاثنين، عندما صدم قطار قادم من فاس حافلة للنقل المدرسي كانت بصدد عبور السكة الحديدية في جماعة أولاد حسون، التي تبعد عن بنجرير بحوالي 20 كيلومترا. وقد أسفر الحادث المروع، الذي راح ضحيتَه تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة، عن إصابة 16 تلميذا كانوا على متن الحافلة المدرسية، وُصِفت الوضعية الصحية ل5 منهم ب«الخطيرة»،، حسب إفادة هشام نجمي، رئيس قسم المستعجلات في مستشفى ابن طفيل، والتي تتطلب إجراء عمليات جراحية، بينما تم نقل حالة إلى قسم الأم والطفل، التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس، وحالة أخرى إلى المستشفى العسكري ابن سينا، بينما تلقى باقي المصابين العلاجات الضرورية في قسم المستعجلات، حسب ما أوضح الدكتور اليماني، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة في إقليم الرحامنة ل»المساء». وأوضح نجمي، الذي استقبل معظم ضحايا الحادث، الذي وقع في حدود الساعة السادسة من مساء أول أمس الاثنين عند مقطع للسكة الحديدية في اتجاه دوار «لبهاليل»، أن الإصابات التي لحقت التلاميذ الخمسة الموجودين في غرفة الإنعاش تحت العناية المركزة، أصيبوا برضوض في المخ وفي العمود الفقري، إضافة إلى كسور في الأرجل، بينما أصيب باقي الأطفال، الذين بينهم ثلاث تلميذات، بجروح وُصِفت بالطفيفة، تلقوا إثرها العلاجات الضرورية، قبل أن يتم نقلهم على متن سيارات الإسعاف إلى المستشفى الإقليمي في بنجرير، بعد أن استقرت حالتهم الصحية. وأوضح نجمي أنه تم تجنيد عشرات الأطقم الطبية، من أجل تقديم العلاجات للمصابين، كما أن نجاعة الأطر الصحية حال دون ارتفاع عدد الضحايا. وأمام المستشفى الإقليميلبنجرير، تجمع العشرات من أسر الضحايا والمصابين في محاولة لمعرفة الوضع الصحي لأبنائهم، وقد حج آباء وأمهات التلاميذ المصابين، قادمين من دواوير «البكارة»، «أولاد الهمير» و»البهاليل»، يتطلعون لمعرفة ما جرى للتلاميذ، وسط صراخ الأمهات واحتجاج الآباء. الوالي الجديد والظلام وفي أول مهمة ميدانية له، حل والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، محمد فوزي، الذي لم يمض على تنصيبه سوى ثلاثة أيام، بمستشفى ابن طفيل، حيث عاينوا الوضعية الصحية للمصابين وقدمت لهم جل الشروحات عن حالاتهم، بينما تكلّف عدد من رجال الأمن القياد والباشاوات، وكذا حراس الأمن الخاص، بتنظيم الوضع داخل المستشفى، الذي ازداد تفاقما مع توافد عدد من آباء وأمهات المصابين والضحايا على قسم المستعجلات، حيث تعالت صرخات الأمهات الممزوجة بأنين الأبناء، ألما بالفاجعة. وقد «غضِب» الوالي الجديد على المسؤولين والقائمين على الشأن المحلي، الذين تركوا مدخل باب قسم المستعجلات «يغرق» في الظلام، فقد كانت الإضاءة ضعيفة جدا، بسبب العطب الذي لحق عددا من المصابيح العالية، والتي صعّبت من عملية نقل رجال الإسعاف للمصابين إلى قسم المستعجلات ومحاولات نقل الجرحى من قبل الأطباء والممرضين، الذين كانوا ينقلون المرضى في عتمة الظلام. قرص مدمج يتسبب في الكارثة وفي مكان الحادث، حل عامل إقليم الرحامنة، إضافة إلى مدير الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية محمد المعزوز، حيث وقف على مخلفات الحادث المروع وأجرى لقاءات مع المسؤولين عن الشأن التعليمي في المدينة لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، خصوصا بعد تناقل عدد من الروايات عن ظروف وقوع الحادث بحافلة تابعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي كانت تقل 24 تلميذا (3 إناث و21 ذكرا). وأوضحت التلميذة حسنية الكونتي، أنها ركبت رفقة زملائها وزميلاتها سيارة النقل المدرسي، للتوجه صوب قريتها كالعادة، بعد أن أكملت حصتها الدراسية ليوم الاثنين في المؤسسة الإعدادية التأهيلية أولاد حسون. وبعد أن قطع السائق (عبد الفتاح ح.) كيلومترات قليلة، وأن يصل إلى الممر غير المحروس، المخصص لمرور القطارات، دون أن ينتبه إلى القطار القادم من الجهة اليمنى، وبينما كان بصدد تشغيل القرص المدمج، صدم القطار حافلة النقل المدرسي من الجهة الخلفية، الأمر الذي لم يجعل عدد الضحايا أكبر مما سُجّل. وأدى الاصطدام، حسب شهود عيان، إلى مقتل ثلاثة تلاميذ في الحين، بينما لفظ طفل آخر أنفاسه الأخيرة أثناء نقله صوب المستشفى. واستنادا إلى معطيات شبه مؤكدة، فإن السائق، الذي أصيب بجروح وصفت ب«الطفيفة» سلّم نفسه لمصالح الدرك الملكي في بنجرير، قبل أن يوضع رهن الحراسة النظرية في انتظار عرضه على قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية. وفي الوقت الذي حمّلت جهات مسؤولة، السلطات المحلية ووزارة التجهيز، وتحديدا المكتب الوطني للسكك الحديدية، مسؤولية الحادث المروع، معتبرا أن عدم حراسة المنطقة هو توفير لأسباب الكارثة، أوضح مصدر مأذون في وزارة التجهيز ل«المساء» أن هناك حوالي 400 نقطة عبور للقطارات غير مراقبة وتحتاج ميزانية ضخمة لتأمين هذه الممرات عبر وضع قناطر وحواجز تحُول دون وقوع حوادث. وبعد أن حمّل المصدر ذاته هذا الوضع للوزارات المتعاقبة «التي ورثت ذلك»، أكد أن الوزارة، التي يوجد على رأسها عبد العزيز رباح، منكبّة على دراسة إستراتنجية لإنجاز مشاريع لتأمين نقط مرور القطارات.