أكدت مصادر طبية بمستشفى ابن طفيل بمراكش أن الحصيلة المؤقتة لحادث مؤلم وقع إثر اصطدام قوي بين قطار قادم باتجاه عاصمة النخيل وسيارة خاصة للنقل المدرسي تابعة لجمعية الرحامنة للنقل المدرسي بلغت أربعة قتلى في صفوف تلاميذ وإصابة ستة عشر آخرين بجروح متباينة بينهم اثنان وصفت حالتهم الصحية بالحرجة. سجلت هذه الفاجعة المؤلمة عشية يوم الاثنين 21 ماي الجاري بممر عبور سككي على مستوى جماعة أولاد حسون الحمري بإقليم الرحامنة والقريبة من مدينة ابن جرير التي تبعد عن المدينة الحمراء بحوالي ستين كيلومتر. وبحسب إفادة مصادر بعين المكان فقد كانت السيارة الخاصة بالنقل المدرسي متجهة إلى دوار سيدي كروم حيث يقطن بعض التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بمؤسسة ابن جرير الإعدادية، غير أن تهور السائق وإصراره على العبور بالسيارة إلى الضفة الأخرى،وتزامن هذا الفعل الغير محسوب العواقب مع لحظة مقدم القطار بسرعة فائقة أدى إلى ما لاتحمد عقباه. وأوضحت ذات المصادر أن السائق قد تمكن وقتها من الهرب، فيما تقاطرت إلى موقع الحادث تباعا أمهات التلاميذ بعد علمهن بهول الكارثة والمصاب الجلل الذي ألم ببعضهن وقض مضجعهن إثر فقدان وإصابة فلذات كبدهن. الحادث استنفر السلطات المحلية بمدينتي الرحامنة ومراكش فيما تعبأت الفرق الطبية لتقديم مختلف العلاجات الضرورية حيث تلقى 11 جريحا، إصاباتهم كانت خفيفة، الإسعافات والعلاجات مباشرة بالمستشفى الإقليمي لابن جرير. وكان نقل على عجل الخمس حالات أخرى المتسمة بالخطورة ،إثر إصابتها على مستوى الرأس ، إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش حيث استقبل قسم مستعجلات ابن طفيل حالتين حرجتين ،فيما تمت إحالة وعرض ثلاث مصابين على المصالح الطبية المختصة بمستشفى الأم والطفل حيث خضع المصابون لفحوصات خاصة مع إجراء أشعة . الحادث استدعى بطبيعة الحال فتح تحقيق معمق من طرف الضابطة القضائية للتدقيق في أسبابه وتحديد المسؤوليات. إلى ذلك تحدث بلاغ للديوان الملكي أن جلالة الملك محمد السادس لدى علمه بهذا النبأ المحزن بعث ببرقيات تعازي ومواساة إلى أسر الضحايا المكلومة وإلى المصابين ضمنها جلالته مشاعر تعاطفه ،ودعواته للعلي القدير بأن يتغمد المتوفين بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء ،وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل . وقد أصدر جلالته في أعقاب الحادث تعليماته لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة والعلاج لأسر الضحايا وللمصابين. كما قرر جلالته التكفل شخصيا بلوازم نقل جثامين الضحايا ودفنهم ومآتم عزائهم وبعلاج المصابين.