وجه سلاليون من قبيلة ولاد هلال، بباشوية فم زكيد، التابعة لعمالة طاطا عريضة احتجاجية إلى وزير الداخلية، طالبوه فيها بالتدخل العاجل لإنصافهم من الظلم الذي لحق بهم بعدما أصبحوا ممنوعين من استغلال بقعة أرضية مساحتها مئات الهكتارات، أعلنت السلطات المحلية التابعة لعمالة طاطا أنها تعتبر منطقة نزاع بينهم وبين قبيلة أخرى تدعى "لكرازبة". وبحسب أفراد قبيلة ولاد هلال، فإن الجماعة السلالية تملك عقدا عدليا يعود تاريخه إلى أزيد من أربعة قرون خلت، مسجل بتازناخت التابعة للمحكمة الابتدائية بورزازات، يثبت ملكيتهم للأرض التي حددت الوثيقة العدلية حدودها. وأضاف أفراد القبيلة أنه رغم ذلك تبنت السلطات التابعة لعمالة طاطا موقفا تعسفيا ضدهم، حين اعتبرت المنطقة نقطة نزاع مع قبيلة يقولون إنها غريبة عن المنطقة ولا تربطها بجماعتهم أي علاقة حدودية سوى أن بعضا من أفرادها كان يسمح لهم برعي ماشيتهم فوق تلك الأرض باعتبارهم بدوا رحلا، وشيئا فشيئا تطور الوضع، فأصبحوا يطالبون بأحقيتهم في الأرض دون سند ولا مبرر قانوني. وقد نجم عن ذلك دخول القبيلتين في مواجهات دامية أسفرت سنة 1995 عن وفاة أحد ذوي الحقوق من قبيلة ولاد هلال، ومنذ ذلك الوقت، تضيف المصادر ذاتها، أصبحت السلطات تعتبر المنطقة المسماة "الحاسي لصفر" منطقة متنازعا حولها، رغم أنها منطقة مملوكة للجماعة السلالية ولم يقتصر الأمر على تلك المنطقة فقط ، بل توسع ليشمل نقاطا أخرى كمنطقة "بيا " و"لحصيا " وغيرها . وقد ازداد الحيف الذي يعاني منه السلاليون، بعدما أضحت السلطات المحلية بباشوية فم زكيد، تحرمهم كفلاحين صغار من الاستفادة من تراخيص الدعم الفلاحي في إطار سياسة المغرب الأخضر، حتى بالنسبة للمناطق البعيدة عن منطقة "حاسي لصفر". وأكدت الجماعة السلالية أنها تثبت أحقيتها في ملكية الأراضي المحددة غربا بقبيلة المحاميد وشمالا بقبيلة النخيلة وشرقا بقبيلة أولاد عيسى التابعة لإقليم زاكورة. وأوضحت الجماعة السلالية أنها استصدرت أحكاما وقرارات نهائية من أعلى المستويات القضائية تفيد حيازتها للبقعة الأرضية، ورغم ذلك فالسلطات لا زالت متشبثة بقرار المنع، حيث حملتها المسؤولية عن تطور الأوضاع بالمنطقة، مطالبة وزير الداخلية بالتدخل من أجل تمكين المتضررين من استغلال تلك البقعة الأرضية والاستقرار بمسقط رأسهم بغية الحد من نزيف الهجرة القروية.