واصل الحشيش المغربي اكتساحه لسوق المخدرات بالقارة الأوربية ليهيمن على حوالي 80 في المائة من نسبة الحشيش الذي يتم ترويجه بدول القارة، رغم تضييق الخناق على شبكات التهريب الدولي التي أصبحت تميل أكثر لاستخدام الطائرات الخفيفة والقوارب. تقرير صادر عن المرصد الأوربي للإدمان والمخدرات، كشف أن حقول الحشيش المغربية لازالت المزود الرئيس لسوق المخدرات التي لازال الحشيش يحظى فيها بطلب واسع، يجعله المخدر الأكثر استهلاكا وطلبا. ورصد التقرير ذاته أن إسبانيا لا تزال البوابة الرئيسية لمرور الحشيش المغربي، وهو ما يؤشر على أن شبكات التهريب والاتجار الدولي في المخدرات، نوعت من طريقة اشتغالها، وتمكنت من الحفاظ على وتيرة إمداد مرتفع للسوق الأوربية، رغم تشديد المراقبة، وإحباط عمليات تهريب ضخمة، تمت انطلاقا من معابر حدودية، وهو ما كثف من عمليات التهريب بالقوارب والطائرات الخفيفة حسب المعطيات التي كشف عنها المرصد. التقرير ذاته كشف أرقاما صادمة حول حجم استهلاك المخدرات بعد أن أكد أن حوالي ثلثي السكان البالغين المقيمين بأوربا تعاطوا المخدرات، وأن 78 مليون أوربي تتراوح أعمارهم ما بين 60 و15 سنة يتعاطون مستخلصات القنب الهندي. وحسب المعطيات التي رصدها التقرير فإن الحشيش المغربي تمكن من توسيع رقعة انتشاره لاحتواء تراجع استهلاكه في بعض الدول مثل إسبانيا وألمانيا، وتمكن من غزو دول اسكندنافية مثل الدانمارك والنرويج التي ارتفعت فيها معدلات الاستهلاك بشكل لافت، وهو ما جعل شبكات التهريب تركز على هذه السوق الصاعدة. كما وقف التقرير ذاته على الاختلاف الحاصل في مفعول بعض المخدرات القادمة من المغرب، وذلك بعد لجوء شبكات التهريب إلى جلب عينات جديدة من بذور القنب الهندي التي تمنح محصولا مضاعفا وحشيشا بمفعول قوي، وهي العينات التي تم تطويرها قبل توزيعها على مزارعي الكيف بالمغرب، لمواجهة أي تقليص محتمل للمساحات المزروعة والاستمرار في تلبية طلب السوق المتنامي رغم تراجع الإنتاج. وحسب المعطيات الواردة في تقرير المرصد، والتي شملت 30 دولة أوربية فإن القارة العجوز سجلت أزيد من مليون جريمة لها علاقة بالمخدرات، فيما حل الحشيش على رأس قائمة المخدرات التي تم حجزها بحوالي 80 في المائة، جزء منها ضبط لدى مدمنين بهدف الاستهلاك الشخصي، متبوعا بالكوكايين.