نظمت جمعية البدر للأشخاص ذوي إعاقة، مؤخرا، يوما دراسيا جهويا بشراكة مع عمالة إقليمبركان والمجلس الإقليمي ومنظمة اليونيسيف والاتحاد الوطني للجمعيات المهتمة بالإعاقة، في إطار خطة عمل الجمعية الرامية إلى إدماج هذه الفئة في المجتمع لتحسيس الجميع بنهج مقاربة التضامن والتكافل والمساهمة في مواجهة بعض الاكراهات التي تعترضها للمشاركة في تحقيق تنمية مستدامة شاملة. اللقاء تميز بجرد حصيلة مؤسسة محمد الخامس للتضامن وكذا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة هذه الفئة من المجتمع، خلال العشرية 2005-2015، برمجة 20 مشروعا في إطار محاربة الهشاشة والتهميش حظيت شريحة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ب 5 مشاريع رصد لها غلاف مالي يقدر ب 5.13 ملايين درهم، منها بناء وتجهيز مركز البدر للمعاق، واقتناء حافلة لفائدة جمعية النور للمكفوفين، واقتناء تجهيزات لفائدة جمعية الأمل للمكفوفين وجمعية الفاروق للأشخاص التوحديين، ومشروع بناء وتجهيز مركز للأطفال ذوي الثلاثي الصبغي، ومشروع بناء وتجهيز مركز لمعالجة الادمان ببركان. وعرف اللقاء عدة تدخلات وعروض مختلفة تقدم بها عدد من الأساتذة المهتمين بهذا الميدان تمحورت في مجملها حول عدة مواضيع منها "التعريف بالإعاقة الذهنية" لحمو علاوي رئيس قسم الأمراض النفسية بالمستشفى الجامعي بوجدة، و"إكراهات تدبير شؤون المعاقين بالجمعيات المهتمة" لصباح زمامة، و"المقاربة البيداغوجية للأشخاص المعاقين" من تقديم السيد لزرق اني، و"الإدماج المدرسي للأطفال في وضعية إعاقة" قدمته عزوزي فوزية، وعرض في "التربية الدمجية التوجهات العامة لمنظمة اليونيسيف" قدمه فوزي ممثل اليونيسف، و"تجربة جمعية الهدف في تدبير أمور المراهقين في وضعية إعاقة" لأمينة مسفر، و"الإعاقة بين الأسرة و المجتمع: مقاربة دينية نفسية" لعبد المجيد لوكيلي مدير مركز نجاح للاستشارات النفسية والمرافقة الرباط . هذا النشاط يهدف في مجمله إلى الرفع من مستوى الوعي بالإعاقة والطرق المثلى للتعامل معها، بما يسهم في دمج المعاقين في المجتمع ويوفر لهم حياة تتسم بالاستقلالية والاستقرار. كما يروم التعريف أكثر بحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لدى المجتمع، وتمكينهم من التمتع بحقوق الإنسان والمشاركة في المجتمع بصورة كاملة وعلى قدر من المساواة مع الآخرين، ويجرد المكاسب التي يمكن جنيها من إدماج المعاقين في كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعنا. وقد تميز اليوم الدراسي الجهوي بحضور مكثف لعدد من الجمعيات من مختلف مدن الإقليم، الشيء الذي يدل على ظاهرة تزايد تأسيس الجمعيات المهتمة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والأدوار الجديدة، التي أصبح هذا المكون المدني يضطلع بها في ميدان الإعاقة ببلادنا بمعية باقي الشركاء، الذين أسدوا خدمات جليلة ساعدت على تجاوز بعض الإشكالات الأفقية.