سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
« الرجل الذي باع العالم» و«تصدعات» يمثلان المغرب في مهرجان مراكش السينمائي الكاتب العام للمهرجان يؤكد وجود مخطط وقائي وعلاجي لمواجهة أنفلوانزا الخنازير
يشهد مقر مؤسسة المهرجان السينمائي الدولي للسينما بمراكش حركة غير عادية استعدادا لتنظيم الدورة التاسعة للمهرجان الذي تحتضنه عاصمة النخيل في الفترة الممتدة ما بين الرابع والثاني عشر من شهر دجنبر القادم. إلى وقت متأخر من مساء أول أمس الإثنين، واصلت اللجنة المكلفة بإحياء هذا الحدث السينمائي- حسب ما وقفت عليه «المساء»- وضع آخر اللمسات على تصور الدورة قبل خمسة عشر يوما فقط من إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذا الحدث السينمائي العالمي. في هذا الإطار، أكد الكاتب العام لمؤسسة المهرجان، جليل العكيلي، في مقر المؤسسة أنه رغم الأيام الفاصلة على تنظيم الدورة التاسعة لمهرجان مراكش، فإن كل التدابير اتخذت من أجل توفير شروط نجاح المهرجان الذي صارت له شعبية عالمية. وأشار العكيلي في تصريحه ل«المساء» إلى أن دورة هذه السنة تشهد العديد من المميزات التي تمنح للمتتبع لمسار المهرجان وضيوفه الفرصة لمتابعة مهرجان بطعم خاص وفي ظروف صحية وفنية متميزة عن الدورة الماضية. وذكر العكيلي في هذا السياق أن اللجنة المنظمة استقرت مبدئيا على فيلمين سينمائيين لتمثيل المغرب في هذا الحدث السينمائي الدولي، ويتعلق الأمر بفيلم «الرجل الذي باع العالم» لسهيل وعماد النوري وفيلم «تصدعات» أو«تشققات» للمخرج الشاب هشام عيوش، مع الإشارة إلى أن لجنة الانتقاء توصلت بسبعة أفلام سينمائية مغربية لكل من محمد اشويكة، عبد الكريم الدرقاوي، محمد مفتكر، حسن بنجلون، محمد عهد بنسودة، إلى جانب الفيلمين اللذين اختيرا للمشاركة في المسابقة الرسمية أو في البانوراما. وأكد العكيلي أن عملية الانتقاء كانت صعبة للغاية، قبل الاتفاق على هذين العملين. وأضاف جليل العكيلي أن دورة هذه السنة تتميز بتنظيم ليلة النجوم التي ينتجها البطل العالمي القنديلي لقناة «الرياضية» في ساحة جامع الفنا، فبعد أن كان فضاء اللعب مغلقا، ستتحول الساحة إلى فضاء مفتوح لتنظيم هذه الأمسية الرياضية، من خلال نصب منصة كبيرة في الخامس من الشهر القادم لتمكين متتبعي المهرجان من الاستمتاع بهذا الحدث، مع التأكيد على أن البرنامج سيبث على قناة «الرياضية» المغربية في ليلة رأس السنة. وفي ارتباط بجديد هذه السنة، ذكر الكاتب العام للمهرجان أن الدورة التاسعة، ستوسع قاعدة الاشتغال بتقنية الوصف السمعي التي انطلقت تجربتها الأولى السنة الماضية. وعن خصوصية هذه التجربة، قال العكيلي: «قبل الحديث عن الجديد، لا بأس من التذكير بأن التفكير في إدراج هذه التقنية في مهرجان مراكش جاء نتيجة حدث إنساني عشته بشكل شخصي، إذ بعد أن أصبت قبل ثلاث سنوات بكسر في رجلي، اتصلت برجل يتناقل بعض الناس قدرته على التعامل بشكل خاص مع مثل هذه الحالات، واكتشفت أن الرجل لا يبصر، وبعد نقاش معه، قال بشكل مؤثر: أليس لنا الحق في متابعة هذه الأفلام؟ من هنا جاءت فكرة الوصف السمعي. وبعد جولات واتصالات وحملات دولية، استطعنا أن نحصل على ترخيص بث ثمانية أفلام من طرف القناة الفرنسية الألمانية أرتي». وفي موضوع الوصف السمعي، أضاف العكيلي: «لقد حرصت على إنجاح هذه التجربة من خلال الإشراف المباشر على كل تفاصيل النسخة الثانية من هذه التقنية، هنا تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة حاولت أن تكرس مغربية التجربة عبر تطبيق هذه التقنية على فيلم مغربي، واختير لذلك فيلم «البحث عن زوج امرأتي» للمخرج محمد عبد الرحمن التازي، ولقد انتهينا من المشروع الذي اشتغلت فيه نادية الحنصاري، وقام بدبلجة الصوت كل من محمد عمورة وأمينة مجلال في القناة الثانية، ويجب ألا ننسى التذكير بأن المغرب كان سباقا إلى هذه التقنية عربيا، وهو الشيء الذي دفع مسؤولي مهرجان دبي إلى طلب الاستفادة من خبرة المغاربة في مجال الوصف السمعي». وفي علاقة بموضوع الضرير، قال جليل العكيلي إن مؤسسة المهرجان قررت القيام بعملية إزالة «الجلالة» لفائدة مائة وخمسين مصابا بتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون، وفق رؤية إنسانية وصحية وسينمائية، إذ بعد إجراء العمليات، سيستضيف المهرجان الأشخاص الذين أجريت لهم العمليات الجراحية قصد متابعة الأفلام بدون «الجلالة» التي حالت في السابق دون متابعتهم لهذه التظاهرة السينمائية. «هذا البعد الصحي سيكون حاضرا كذلك في معطيين اثنين، الأول متعلق ببرمجة المهرجان يوم السادس من شهر دجنبر كيوم للبيئة في المهران- تكريسا لإرادة ورؤية رئيس مؤسسة المهرجان الأمير مولاي رشيد التي كرستها كلمته الافتتاحية في كتيب الدورة الخامسة التي حصلت «المساء» على نسخة منها عبر برمجة ثلاثة أفلام عالمية، من بينها فيلم «هوم» الذي سيبعث مخرجه الشهير رسالة موجهة لاجتماع كوبنهاجن من جامع الفنا للتحسيس بالوضع البيئي الخطير الذي يشهده العالم. من جهة ثانية، وضعت المؤسسة مخططا دقيقا للتحسيس بداء أنفلونزا الخنازير، واتخذت خطوات احترازية، ووضعت مخططا لكيفية التعامل مع أي إصابة والحيلولة دون أن يتأثر التنظيم. وعلى هذا الأساس قامت طواقم من بوزارة الصحة بالرباط بزيارة لمراكش لمناقشة الأمر، وجندت الوزارة كل الإمكانيات الطبية للتعامل بشكل فعال ووقائي مع هذا الداء، دون أن نخلق أي تشويش على السير العادي للمهرجان» يقول العكيلي.