تنظم في الفترة الممتدة ما بين التاسع والعشرين من شهر أبريل والثالث من ماي القادمين الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للفيلم القصير والشريط الوثائقي للدار البيضاء. دورة تتميز بتكريم كل من الممثلة سعاد صابر والممثل عبد الله العمراني والمخرج الإسباني خوسية لويس كارسيا سانشيز، وتنفتح على تجربة السينما الإسبانية التي تحل خلال هذه الدورة ضيفة على مهرجان البيضاء للأفلام القصيرة. وفي إطار الاستعدادات الجارية لانطلاق أعمال دورته الرابعة، أعلنت إدارة المهرجان عن فتح باب المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة والأشرطة الوثائقية المنتجة ما بين 2008و2009 . وفي هذا الإطار، ذكر المخرج محمد مشتري، في تصريح ل«المساء»، أنه تقرر تمديد فترة استقبال ترشيحات هذه الدورة، على أن يكون الموعد النهائي لقبول المشاركات في مسابقة المهرجان هو 31 من شهر مارس 2009، حيث ستبدأ لجنة التحكيم المؤلفة من نخبة من خبراء صناعة السينما بمشاهدة وتقييم الأفلام المشاركة ضمن كل فئة للدخول إلى مرحلة التحكيم النهائية. وأضاف: «تطبيقا لقواعد المسابقة، ستقوم لجنة التحكيم باختيار ثلاثة فائزين في كل فئة، وسيتم توزيع جوائز وشهادات تقديرية على الفائزين الثلاثة ضمن كل فئة، وذلك خلال حفل كبير يقام بهذه المناسبة في إطار فعاليات مهرجان الدارالبيضاء للأفلام القصيرة والوثائقية». وأكد بلاغ صادر عن الإدارة على «أنه سعياً نحو توسيع دائرة المشاركة وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الأفلام الجيدة، تعلن إدارة المهرجان قبول مشاركة الأفلام التي لا تنطبق عليها شروط المسابقة من خلال قسم «أفلام خارج المسابقة» أو البانوراما»، من جهة أخرى، قررت إدارة الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للفيلم القصير والشريط الوثائقي تكريم كل من الفنانة المغربية سعاد صابر والفنان المغربي عبد الله العمراني اعترافا بمسارهما التمثيلي السينمائي والمسرحي والتلفزيوني الطويل، وتكريم المخرج الإسباني خوسي لويس كارسيا سانشيز الذي تجمعه بالمهرجان مشاريع سينمائية وقع بعضها مؤخرا بالدارالبيضاء. وستعرف هذه الدورة حضور السينما الإسبانية كضيف شرف، نظرا إلى احتفالها بذكراها المائة. وتكريسا لهذا الاحتفال السينمائي سيتم التعريف بالموازاة مع فعاليات المهرجان بخصوصية هذه السينما من خلال ربورطاجات وأفلام توثق لمسار ومميزات هذه المدرسة السينمائية. هذا، وتهدف الفعاليات المتنوعة التي يتضمنها المهرجان الدولي للفيلم القصير والشريط الوثائقي للدار البيضاء- وفق ما جاء في البلاغ سالف الذكر- إلى إقامة موائد مستديرة ولقاءات صحفية تتم فيها مناقشة مواضيع تهم الفن السابع، إضافة إلى تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الشباب في المجال السمعي البصري، كما سيتم تخصيص قافلة متنقلة لعرض أهم الأفلام المغربية والأجنبية في مختلف الأحياء الشعبية. في هذا الإطار، ذكر محمد مشتري، مدير المهرجان، في تصريح ل«المساء»، أن هذه التظاهرة تسعى منذ انطلاقتها الأولى إلى دعم صناعة السينما، وتشجيع الأفلام التي تتناول موضوعات تلامس الواقع المغربي، وفي انفتاح على فضاءات ثقافية وجغرافية أخرى. وأكد مشتري أنه «سيتم تخصيص تيمة الدورة الرابعة ل«سينما الواقع»، بالإضافة إلى منح المواهب والطاقات مناخا وفضاء جديدا لعرض إبداعاتهم والظفر بالتقدير اللازم للمتميز منها». وحول الميزانية المخصصة للمهرجان، قال محمد المشتري:« مبدئيا، الميزانية المفترضة لتنظيم هذه الدورة ستقارب 250 مليون سنتيم، إذا احترم كل الشركاء التزاماتهم المتفق عليها،مع الإشارة إلى أن دورة هذه السنة ستشهد دخول شركاء جدد،إلى جانب الشركاء الذين دعموا المهرجان في الدورات السابقة، في انتظار الانفتاح على شركاء جدد في ما يستقبل من الأيام، كما أن هناك مؤشرات مهمة حول تبني المشروع سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. ومن المنتظر - وفق ما ذكره محمد المشتري- أن تتم تغطية هذا النشاط السينمائي الدولي من طرف قنوات أجنبية وعربية بشكل يتجاوز ما شهدته السنة الماضية التي عرفت حضورا مهما للقنوات العربية. وفي تقييمه لمسار هذا المهرجان السينمائي، قال محمد المشتري:« يجب التذكير بأن المهرجان انطلق من لاشيء، كانت فكرة حلمنا من خلالها أن نرى الدارالبيضاء قبلة للسينما الوطنية والعربية والدولية، ولتحقيق ذلك كان علينا أن نضحي بإمكانياتنا ووقتنا في سبيل تأسيس تظاهرة سينمائية محترمة، وكنا نحس بأننا أمام إكراه الاعتراف وإكراه الإمكانيات، ولكن هذا لم ينل من عزيمتنا، فاجتهدنا وكافحنا بالإمكانيات المتوفرة لبلورة المشروع،قبل أن يقف على رجليه ويستطيع أن يصبح مهرجانا ذا مصداقية ومشروعية من طرف الجهات المحلية والمسؤولة عن السينما في المغرب». ويضيف المشتري: «أعتقد أن مهرجان الدارالبيضاء اتخذ لنفسه مسارا خاصا ومختلفاً عن باقي التظاهرات ووقع شراكات من مهرجانات عربية ودولية، وهو ما يجعلنا نتحدث عن مكاسب مهمة، تنتظر منا كل العمل والاجتهاد خلال هذه الدورة وخلال الدورات القادمة.