تنطلق، اليوم، بمدينة مراكش، فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي يستمر إلى غاية الثاني عشر من شهر دجنبر الجاري. تتميز دورة هذه السنة بتكريم العديد من الأسماء المنتمية لعالم السينما، ويتعلق الأمر بكل من سعيد التغماوي وإمير كوستوريكا وكريستوفر والكن والسير بين كينغسلي. ستكون السينما المغربية حاضرة في التكريم من خلال الممثل التغماوي الذي شق مساره السينمائي من خلال مشاركته في فيلم «لاهين» لماتيو كاسوفيتس، الذي حاز على جائزة الإخراج في مهرجان «كان» سنة 1995، وجائزة الفيلكس الذهبية في مهرجان برلين، وثلاث جوائز سيزار. من هنا انطلق المسار السينمائي للتغماوي الذي كرسه بدور رئيس في فيلم «هيروين» لجيرار كراوزيك (1996)، وفيلم «غو فور غولد» للمخرج لوسيان سيغورا (1996)، وتبعت ذلك مشاركات سينمائية مهمة (2001). وستكرم مراكش السير بين كينغسلي، نجم فيلم«غاندي» الذي أخرجه ريتشارد أتينبوروغ. حصل السير كينغسلي على جائزة (أوسكار) وجائزتي (غولدن غلوبس) وجائزتي (بافتا أواردس) عن دوره في فيلم (غاندي)، وحاز على ميدالية (بادما شري) من الرئيسة الهندية السابقة أنديرا غاندي والحكومة الهندية. كما سيكرم المهرجان كلا من إمير كوستاريكا وكريستوفر والكن. وستكرم هذه الدورة كوريا، البلد الأسيوي الذي سجل حضوره بقوة في المشهد السينمائي بعد تكريم كل من المغرب (2004)،وإسبانيا (2005)، وإيطاليا (2006), ومصر (2007)، وبريطانيا (2008). وستحتفي مدينة مراكش بالسينما التايلاندية، إذ ستكون موضع احتفاء يوم عاشر دجنبر بحضور وفد من أبرز المخرجين التايلانديين، كما سيتم عرض باقة مختارة من الإنتاجات السينمائية لهذا البلد. من جهة أخرى، تتنافس في دورة هذه السنة أفلام «آ يام لوف» للوكا غوادغنينو (إيطاليا), و«لي بارون» (لنبيل بن يادير (بلجيكا)، و«سامبول» لهيتوشي ماتسوموتو (اليابان)، و«طوكيو تاكسي» لكيم تاي سيك (كوريا الجنوبية)، «وذو كود هيرت» لكاري داكور (الولاياتالمتحدة)، و«الرجل الذي باع العالم» للأخوين سهيل وعماد نوري (المغرب)، و«وومن ويداوت بيانو» (امرأة بدونت بيانو) لخافيير روبولو (اسبانيا). ويرأس المخرج الإيراني عباس كياروستامي الحائز على السعفة الذهبية بمهرجان «كان» لسنة 1997، لجنة تحكيم دورة هذه السنة التي تضم كلا من فاني أردان (ممثلة ومخرجة وكاتبة سيناريو فرنسية)، وإليا سليمان (مخرج وكاتب سيناريو ومنتج فلسطيني)، وإيزابيلا فيراري (ممثلة إيطالية)، وكريستوف هونور (مخرج وكاتب سيناريو ومؤلف فرنسي), وماريزا بارديس (ممثلة إسبانية)، ومايك فيجيس (مخرج وكاتب سيناريو ومؤلف بريطاني)، وناديتا داس (ممثلة ومخرجة وكاتبة سيناريو هندية), وبابلو ترابيرو(مخرج وكاتب سيناريو ومنتج أرجنتيني)، ولحسن زينون (راقص ومصمم رقصات ومخرج مغربي). وستمنح لجنة التحكيم في حفل اختتام فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، «النجمة الذهبية» (الجائزة الكبرى)، و«جائزة لجنة التحكيم»، و«جائزة أفضل دور نسائي»، و«جائزة أفضل دور رجالي». ومن جهة أخرى،تتضمن الدورة التاسعة برنامجا غنيا لفائدة المكفوفين بعرض أشرطة استعملت فيها تقنية «الوصف السمعي»، وكذا إجراء عمليات جراحية لإزالة الرمد الحبيبي، وتنظيم نقاشات ومعرض. ويعد فيلم «البحث عن زوج امرأتي»، لمخرجه عبد الرحمان التازي، أول شريط يتم تقديمه من خلال تقنية الوصف السمعي التي يشرف عليها الكاتب العام للمهرجان جليل العكيلي ومنح المخرج التازي حقوق الفيلم بشكل مجاني لفائدة مؤسسة المهرجان, بهدف إدخال تقنية الوصف السمعي عليها، بالعامية المغربية لفائدة عشاق السينما من المكفوفين وضعاف البصر المغاربة. وتمت كتابة النصوص المقروءة-حسب ما جاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي- بمقر مؤسسة المهرجان، كما وفرت القناة الثانية (دوزيم) الشريك الرسمي للمهرجان، من جهتها، وسائلها التقنية بهدف إنجاح أول فيلم مغربي تستعمل فيه هذه التقنية. وقام بقراءة هذه العمليات الوصفية كل من المقدمين الإذاعيين أمينة مجلال ومحمد عمور. و بمبادرة من الأمير مولاي رشيد، وبشراكة مع مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومؤسسة الحسن الثاني لطب وجراحة العيون، ووزارة الصحة، سيتم إجراء عمليات جراحية بالمجان لفائدة 250 مصابا بالرمد الحبيبي قادمين من كافة مناطق جهة مراكش تانسيفت الحوز وذلك بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن طفيل أيام 7 و8 و9 و10 دجنبر القادم. وسيدعى أولى المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية لحضور عرض للفيلم المغربي «البحث عن زوج امرأتي» لمحمد عبد الرحمن التازي، الذي استعملت فيه تقنية الوصفي السمعي.