قررت سلطات العمالة بمدينة المحمدية تعليق الدراسة بمدرستين خصوصيتين وبأخرى عمومية أخرى بمدينة المحمدية، لمدة خمسة أيام، إثر اكتشاف حالات إصابة ب«أنفلونزا الخنازير» دون الكشف عن عددها في صفوف تلاميذ يدرسون داخل فصولها، فيما تم تعليق الدراسة داخل قسم واحد بمؤسسة خصوصية بنيابة الحي الحسني في الدارالبيضاء. وتتواصل الأبحاث المخبرية للتعرف على عدد الأطفال المصابين، وسيعود التلاميذ إلى قاعات الدراسة يوم الاثنين القادم. وصرح مصدر مسؤول من وزارة التربية الوطنية بأن تعليق الدراسة جاء كإجراء احتياطي لحماية التلاميذ من الوباء، وأنه يتم دائما، أثناء تطبيق خطوة تعليق الدراسة، تنظيف المدرسة بمواد التنظيف الضرورية قبل عودة التلاميذ إلى متابعة دروسهم داخل الأقسام. وأضاف المصدر ذاته أن التعليق لن يؤثر على مسار التمدرس، بل تقتضيه محاولة الحد من انتشار المرض، وأنه سيتم تعويض أيام الغياب بحصص استدراكية، مشيرا إلى أن الوضعية، إلى حد الآن، لا تدعو إلى القلق وتحت السيطرة. وشددت مصالح وزارة الصحة بمستشفى محمد الخامس بآسفي المراقبة الطبية والاحتياطات اللازمة في مواجهة أول حالة مؤكدة بمرض «أنفلونزا الخنازير» بعد أن قامت بعزل وإجراء فحوصات أولية على مواطنين مغربيين مهاجرين بإسبانيا ظهرت عليهما، نهاية الأسبوع الأخير، بعض الأعراض المشكوك في ارتباطها بجائحة القرن الواحد والعشرين. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإن مختبرا طبيا بالعاصمة الرباط أكد وأثبت، من خلال نتائج تحليلات الدم التي أرسلت إليه من مستشفى محمد الخامس بآسفي، إصابة المواطنين بمرض «أنفلونزا الخنازير» بعد أن ظهرت عليهما علامات المرض، وخاصة الحمى، خلال حفل عزاء بمنطقة اليوسفية التابعة لإقليم آسفي، كانا قد حضرا إليه خصيصا من إسبانيا. وقد نقلت الحالتان، في أول الأمر، إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس، قبل أن يعزلا في جناح خاص ويوضعا تحت الحراسة الطبية والمراقبة الصحية بعد أن تأكد، مخبريا، أنهما يحملان فيروس «أنفلونزا الخنازير»، وهما يخضعان حاليا للعلاج وسط ارتباك كبير في صفوف العاملين بالمستشفى. هذا، ولم تستطع «المساء» التوصل إلى معطيات رسمية عقب الاتصالات التي أجرتها مع مسؤولين بمستشفى محمد الخامس بآسفي، ولم تعرف ما إذا كانت أعراض أخرى لفيروس «أنفلونزا الخنازير» قد ظهرت على أشخاص آخرين حضروا حفل العزاء المذكور وما إذا كان هناك احتمال لانتقال العدوى بينهم. معلوم أن الحالة الأولى سجلت على شاب مغربي من نواحي منطقة اليوسفية، وهو مهاجر مغربي مقيم بإسبانيا ويبلغ من العمر 38 سنة، فيما يبلغ الثاني 29 سنة، ولازال الاثنان يخضعان للعلاج وسط تخوفات لدى الرأي العام المحلي، خاصة بعد أن صرح مسؤول كبير في وزارة الصحة بمندوبية آسفي بأن المدينة مرشحة لأنْ تعرف تسجيل قرابة 270 ألف حالة من «أنفلونزا الخنازير».