عثرت مصالح الدرك الملكي، أول أمس، بمشرع بلقصيري على طائرة خفيفة تم التخلي عنها بعد أن علقت عجلاتها داخل حفرة مليئة بالماء. وحسب مصادر مطلعة فإن فرقة من الدرك الملكي قامت بالانتقال إلى عين المكان فور توصلها بالخبر، حيث تمت معاينة جسم الطائرة التي هوت مقدمتها واختفت وسط مرجة مائية، في حين ارتفع ذيلها. وأشارت نفس المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية كثفت من تحرياتها لتحديد ملابسات هذا الحادث، ومدى ارتباطه بعمليات تهريب المخدرات عبر الجو بعد أن تم تشديد المراقبة على السواحل والنقط البحرية. كما أكدت المصادر ذاتها أن شبكات تهريب المخدرات عبر الجو استأنفت نشاطها في الرقعة الجغرافية الممتدة بين سيدي قاسم وسوق الأربعاء، ووزان ومولاي بوسلهام، بعد أن اضطرت إلى تجميده مؤقتا عقب مجموعة من الحوادث التي أصابت عددا من الطائرات الخفيفة في المدرجات الترابية، والتي دفعت عناصر هذه الشبكات إلى التخلص منها عبر إحراقها، مما جعل الأجهزة الأمنية المغربية تعلن عن حالة التأهب بعد تعدد حالات خرق هذه الطائرات للأجواء المغربية. وعرفت الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في عمليات التهريب الجوي الذي أصبح وسيلة آمنة وسريعة تمكن من نقل المخدرات من مناطق الإنتاج إلى وجهتها في القارة الأوربية، حيث تعتمد هذه الشبكات الموزعة بين إسبانيا والمغرب على مجموعة من المعدات التكنولوجية الحديثة للتنسيق بينها في نقل كميات تترواح ما بين 200 و250 كليلوغراما من المخدرات في كل رحلة، وعادة ما يلجأ ربابنة هذه الطائرات الخفيفة إلى التحليق في علومنخفض لتفادي رصدهم من قبل أجهزة الرادار. إلى ذلك كشفت مصادر متطابقة وجود حرب بين عدد من البارونات الصغار الذين يسعون إلى تزعم سوق المخدرات عن طريق الوشاية بعمليات التهريب المحتلمة، وحجز الكميات التي ستشملها، وبالتالي إزاحة المنافسين، وهو ما رفع ثمن مخدر الشيرا في السوق الأوربية إلى مستويات قياسية، ليتمكن بعض متزعمي الشبكات من جني أرباح مضاعفة ساهمت فيها الحرب التي أعلنتها السلطات المغربية على زراعة وتهريب هذه المادة. وفي سياق متصل ألقت مصالح الدرك الملكي القبض, قبل يومين بمنطقة بوسلهام، على مهاجرين من أصول إفريقية وبحوزتهم ربع ربع كيلوغرام من الكوكايين النقي، كما تم اعتقال شخصين آخرين من جنسية مغربية. وأكد المتهمان، خلال التحقيق معهما, أن كمية الكوكايين التي عثر عليها بحوزتهما قاما بجلبها معهما خلال رحلتهما إلى المغرب، وأنهما كانا يستعينان بوسطاء مغاربة من أجل بيع هذه الكمية التي قدرت قيمتها المالية بأزيد من 20 مليون سنتيم، وصرحا أنهما كان ينويان استغلال هذا المبلغ في تمويل رحلتهما تجاه إحدى الدول الأوربية.