تسود حالة من التذمر والاستياء الشديدين في صفوف سكان العديد من أحياء القنيطرة بسبب الانقطاعات المفاجئة للتيار الكهربائي عن مجموعة من المناطق الحيوية بالمدينة. وانتابت المواطنين المتضررين حالة من الغضب العارم، بعد انقطاع الكهرباء، أول أمس، دون إخطار مسبق، وهو ما أدى إلى توقف كامل لكافة الخدمات، وإصابتها بالشلل التام، دون أدنى مراعاة للاحتياجات الضرورية لفئات من المواطنين. وأثار الانقطاع المتكرر للكهرباء بمعدل ساعتين أو أكثر يوميا في بعض الأحياء المهمة بمدينة القنيطرة، وكذا بجماعة المهدية الشاطئ، قلق الأهالي، بالإضافة إلى استياء عدد كبير من أصحاب المحلات التجارية والمقاهي ومستغلي العديد من الأسواق، خاصة بمناطق أولاد أوجيه والحوزية والإسماعيلية والمغرب العربي والطيبية وكورسيكا والصياد وتجزئتي الضحى وأليانس. واشتكى العديد من المواطنين من حجم الخسائر المادية التي تكبدوها جراء انقطاع تيار الكهرباء في أوقات الذروة، خاصة بالنسبة للتجار وأصحاب المقاهي الذين فوت عليهم هذا الانقطاع أرباحا جد مهمة، خاصة، أن الفترة، التي حرموا أثناءها من الاستفادة من الكهرباء، تزامنت مع النقل المباشر لمباريات عصبة الأبطال الأوربية، التي تحظى بمتابعة كبيرة من طرف عشاق الكرة المستديرة بالقنيطرة. واتهم المشتكون الجهة المعنية، بعدم الاكتراث لمصالح المواطنين، والتقصير في تلبية حاجياتهم، مستدلين على ذلك، بعدم مبادرة الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، إلى حد الآن، إلى إصدار بلاغ توضح فيه أسباب انقطاع الكهرباء وتضع جدولة زمنية محددة لإعادة الأمور إلى نصابها. وتساءل المتضررون عن الجهة التي ستتحمل الخسائر التي تكبدوها، خاصة أن هناك من تحدث عن إصابة جملة من أغراضهم الإلكترونية بالتلف، فضلا عن تعطل الأجهزة الطبية، وقال أحدهم، إن الانقطاع المتكرر والمفاجئ أدى إلى تلف ثلاجة المنزل، كما تسبب انقطاع الكهرباء، ليلة اليوم نفسه، في نشر حالة من الرعب والذعر في صفوف مرتادات حمام شعبي خاص بالنساء، مخافة تسلل منحرفين ومشبوه فيهم إلى داخل الحمام. وأعرب خالد كوي، ناشط حقوقي، عن استنكاره الشديد لطريقة تعامل المسؤولين مع هذا الانقطاع، وقال، إن تفاقم هذا المشكل لن يزيد الوضع إلا احتقانا، وأضاف «أن المواطنين ملتزمون بأداء واجبات الاستفادة من مادة الكهرباء، ومن غير المعقول، أن يحرموا من هذه الخدمة دون إيجاد حل سريع، سيما أن مسطرة التعويض عن الأضرار التي تلحقهم بسبب ذلك هي مسطرة مملة». وأبدى كوي، في الوقت نفسه، استياءه الشديد، من غياب الدوريات الأمنية عن بعض المناطق التي خيم عليها ظلام دامس لعدة ساعات، وأضاف، أن خطورة الوضع كانت تقتضي تكثيف الدوريات الأمنية وإحداث نقط مراقبة ثابتة لتوفير الأمن والطمأنينة للمواطنين، الذين يضطرون إلى مغادرة منازلهم إما لقضاء أغراضهم أو الالتحاق بمقرات عملهم الليلي. من جانبه، أعلن مصدر مسؤول، أن الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، استنفرت كافة مصالحها المختصة لإصلاح العطب، الذي طال أحد المحولات الرئيسية المسؤولة على تزويد تلك المناطق بالكهرباء، مشيرا إلى قرب الجهات نفسها على إيجاد حل يضع حدا لمعاناة سكان الأحياء المتضررة.