تعيش مدينة سوق أربعاء الغرب، منذ أزيد من شهرين، على إيقاع انقطاعات متكررة للكهرباء في مختلف أحيائها، خاصة على مستوى حيّ «السياح ولاد الدبّة» و»حي زيز» اللذين يشهدان انقطاعات مفاجئة بمعدل مرتين في الأسبوع، وأيضا حي البام الذي أصبح بدوره يشهد انقطاعا في التيار الكهربائي مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، علاوة على المنطقة التجارية «القشلة»، وحي «التقدم» وحيّ «الهند»، وحي «بدر» . وتدوم هذه الانقطاعات فترات مهمة قد تصل إلى يوم كامل، بشكل يفاجئ المواطنين، وبدون سابق إشعار، الأمر الذي خلف انزعاجا كبيرا لدى السكان، وجعلهم يتساءلون عن السر وراء انقطاع الكهرباء بشكل متكرر، وحتى دون إشعارهم، وهو ما يؤثر سلبا على السير العادي لحياتهم الخاصة. هذا، وقد التقت الاتحاد الاشتراكي عينات من الساكنة التي تقطن بمختلف الأحياء المذكورة، والتي أكدت معاناتها جراء هذه الانقطاعات المتكررة، لاسيما وأنّ أرزاق الكثير من أصحاب المحلات، وأيضا بعض المهن، ترتبط أساسا بالكهرباء، وهو ما يضرّ بمواردهم المادية وسبل كسب لقمة عيشهم (مقاهي، محلات إصلاح الأجهزة الالكترونية والكهربائية، محلات الأنترنيت، محلات الخياطة، حمامات... إلخ). كما أشار بعض السكان الذين زارتهم الاتحاد الاشتراكي إلى أن الانقطاع المتكرر، خصوصا خلال هذه الفترة التي تشهد اختبارات وامتحانات، يؤثر على تحصيل أبنائهم وإرباكهم ، وكذلك يؤدي إلى تلف العديد من الأجهزة الكهربائية المنزلية. وفي نفس السياق، عبّر العديد من التجار المتواجدين بمنطقة «القشلة»، التي تعتبر مركزا تجاريا تقصده ساكنة سوق أربعاء الغرب بكثرة، عن تذمّرهم بعد الضرر الذي لحقهم من هذا المشكل، والذي طال تجارتهم . ويذكر أنّه في وقت مضى من السنة الماضية تعرض سكان حي السلام إلى انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي، وحين عودته كانت شدته جد مرتفعة، حيت بلغت 400 فولت، علما بأن المعتاد هو 220 فولت، الأمر الذي خلق وقتها ذعرا لدى الساكنة من خلال انفجار المصابيح والتلفزات والرقميات وأجهزة الكمبيوتر، وهو السيناريو الذي يخشى السكان تكراره اليوم، كما أفاد للاتحاد الاشتراكي بعضهم. من جهة أخرى، علمت الجريدة من مصادرها أن بعض السكان المتضررين (لاسيما على مستوى حيّ السياح ولاد الدبة) يعيشون على وقع معاناة واستياء كبيرين، ويستعدّون للتحرّك ضد المكتب الوطني للكهرباء بهدف حمله على إيجاد حل سريع ونهائي لمشكل الاضطراب الحاصل في التيار الكهربائي بالمدينة، مطالبين بالإسراع في تسوية المشكل، وإيجاد حل بنيوي للانقطاعات المفاجئة في الكهرباء بالمدينة، إنهاء لمعاناتهم و حفاظا على مصالحهم من الضياع، وموارد رزقهم من الضرر. في اتصال الاتحاد الاشتراكي بالمكتب الوطني للكهرباء، عزت مصاردنا هذه الانقطاعات إلى أشغال تقوية الشبكة الكهربائية لاسيما ما يتعلق منها بالضغط المرتفع (المزود الرئيسي للمدينة) حيث يتمّ الآن ومنذ ما يزيد عن السنة، استبدال الأسلاك القديمة (النحاسية) والمتآكلة بأخرى جديدة وذات نوعية جيدة، وأيضا مضاعفة قدرة المحولات التي أضحت غير كافية، خصوصا بعد اتساع المدينة من حيث عدد السكان والعمران، وهذا ما حدا بالمكتب الوطني للكهرباء - كما أفادت ذات المصادر- إلى الأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات الديموغرافية والعمرانية والحاجيات المتنامية في عملية تقوية الشبكة بسوق الأربعاء، وذلك على مدى تقريبا 50 سنة مستقبلا. من جهة أخرى نفى المكتب الوطني للكهرباء بسوق أربعاء الغرب كون الانقطاعات تكون مفاجئة، حيث يقوم بإخبار السلطات المحلية ، وأيضا تعليق إشعارات على مستوى المدينة تخبر بتاريخ الانقطاع ومكانه ومدّته وأسبابه، كما يقوم بإشعار بعض السكان الذين ترتبط مهنهم وأعمالهم بالكهرباء، وأفادت مصادرنا أنّ الانقطاعات مبرمجة على مستوى إقليمي في برنامج شهري متزامن مع أشغال تقوية الشبكة التي تزاولها الشركة المكلفة بالأمر، ومرتبطة (أي الانقطاعات) بهذه الأشغال التي أوشكت على الانتهاء مع نهاية شهر يناير المقبل.